تلبية لدعوة مؤسسة الملك بودوان، التأم مائة مسؤول من المجتمع المدني البلجيكي، أمس الأربعاء ببروكسيل، لمناقشة "شرعية حوار الثقافات بالنظر إلى المسار الطويل الذي قطعته مؤسسة آنا ليند". وشدد مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي في كلمة له بصفته رئيسا لمؤسسة آنا ليند على "الحاجة الماسة لعدم الحط من قيمة حوار الثقافات بالبحر الابيض المتوسط، من خلال استخدامه كذريعة لاحتواء الملفات السياسية التي تحتاج أولا إلى إجابات سياسية". وذكر رئيس مؤسسة آنا ليند في هذا الصدد بالمقاربة التي تنهجها المؤسسة منذ ما يزيد بقليل عن سنتين والتي تسعى إلى "إعطاء علامات واضحة وحقيقية لهذه الاستراتيجية التي تم وضعها لخدمة الاتحاد من أجل المتوسط". ورحب السيد أزولاي في هذا السياق بتنظيم موسم المغرب قريبا ببروكسل، والذي من شأنه أن يساهم في إبراز غنى التنوع الثقافي والتعددية في بلد عربي وفي الفضاء المغاربي. من جانبه، أشاد السيد تشارلز اتيان لاغاس، نائب المدير العام للعلاقات الدولية بمنطقة والونيا-بروكسل، بالتعاون والشراكة المتميزة التي تجمع المغرب ومنطقة والونيا وبروكسل، مؤكدا أن المملكة "كانت الأكثر تفاعلا" بين بلدان المغرب العربي في الانضمام إلى دينامية المشاريع المشتركة. واستعرض المسؤول البلجيكي، في هذا السياق، مجموعة من المشاريع الثنائية المتمحورة حول قيم الحداثة وخاصة التعريف بمدونة الأسرة الجديدة، وإقامة تبادل بين المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان وأكاديمية الفنون الجميلة بتورناي. كما أشار إلى مشروع "ما ويب أنتروبريز" الذي مكن الشباب المغاربة المقيمين بوالونيا أو في المملكة من إنشاء مقاولات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذا مشروع "نايضا" الذي نظم في الدارالبيضاء من قبل 60 شابا من جنسيات مختلفة. وأوضح أن هذا المشروع الطموح قد تمت بلورته في شكل حفل مزج مختلف التخصصات الفنية حول موضوع الاصالة والحداثة. وفي نفس الإطار، أشادت السيدة كريستين نويل، الكاتبة العامة لوزارة الثقافة والشباب والرياضة ووسائل الإعلام للجالية الفلامانية، بالشراكة القائمة مع المغرب خاصة على الصعيد الثقافي، مذكرة في هذا الصدد بإنشاء دار الثقافات المغربية-الفلامانية "داركوم". وبالنسبة للسيدة كلوز فإن مثل هذه المشاريع من شأنها تشجيع وتعزيز التبادلات والتفاهم والحوار والتفاعل الثقافي. وخلال إقامته في بلجيكا سيقوم مستشار جلالة الملك بالقاء تدخل له في غاند حول موضوع "حوارالثقافات كفضاء لمقاومة الرجعية والانحطاط"، أمام المديرين العامين للعلاقات الخارجية والشؤون الثقافية ل27 بلدا بالاتحاد الأوروبي، المجتمعين في إطار الرئاسة البلجيكية للاتحاد. وقد تميز هذا اللقاء بحضور شخصيات عربية وأوروبية من عالم السياسة والثقافة والديبلوماسية من بينهم السيدان سمير الدهر ولمنور عالم، على التوالي سفيرا المغرب ببلجيكا واللوكسمبورغ ورئيس بعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي.