نددت المنظمة غير الحكومية الدولية "تيتش ذو تشيلدرن إنترناشيونال"، أمس الثلاثاء في نيويورك، بمختلف الاعتداءات والاستغلال الذي يتعرض له الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف (جنوبالجزائر)، داعية المجتمع الدولي الى التحرك بأسرع ما يمكن لمعالجة وضعيتهم. وقالت رئيسة هذه المنظمة السيدة نانسي هاف، خلال اجتماع اللجنة الرابعة للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، "إنني أدعوكم للتحقيق والتحرك هناك حيث ترغم النساء على ممارسة الدعارة مقابل الحصول على الغذاء، وباسم أولئك الذين يعانون من أغلال الرق". وأشارت السيدة هاف إلى أن "الظروف في مخيمات تندوف تزداد سوءا يوما بعد يوم"، بفعل استمرار الاستغلال الجنسي للنساء، والرق، وغياب حرية التنقل والمتاجرة بالبشر. وحذرت رئيسة "تيتش ذو تشيلدرن إنترناشيونال" في هذا الصدد من الممارسات التي تحدث في المخيمات، مستشهدة بحالة امرأة شابة تم سجنها سبع مرات لأنها حاولت الفرار من مخيمات تندوف وأرغمت على ممارسة الدعارة للتمكن من إطعام طفليها الصغيرين. وأكدت السيدة هاف أن حالة هذه الضحية ليست للأسف معزولة، مشددة على أنها تلقت العديد من الشهادات في هذا الاتجاه. من جهة أخرى، أكدت السيدة هاف وجود ممارسات للرق في المخيمات، مبرزة في هذا الصدد أن مختلف الشهادات حول هذه القضية تم بالفعل التحقق منها وأن العديد من التقارير تتحدث عنها، بما فيها (هيومن رايتس ووتش). ويعكس غياب حرية التنقل أيضا الظروف اللاإنسانية السائدة في مخيمات تندوف، حسب السيدة هاف التي أشارت إلى أن أفضل مثال عن ذلك يتمثل في اختفاء مصطفى سلمة ولد سيدي مولود. وذكرت أن (هيومن رايتس ووتش) أثارت قضية هذا المسؤول الكبير في (البوليساريو) الذي تم اختطافه من قبل الانفصاليين فوق التراب الجزائري حين عودته للمخيمات للالتحاق بأسرته، لأنه أعرب عن دعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي. وأضافت أنه في 30 يوليوز الماضي، حاول ما يناهز 3000 صحراوي الفرار من هذا السجن المفتوح بسبب "تهديدات تمس حياتهم". وفي سياق آخر، تطرقت السيدة هاف للتهديد الإرهابي الذي يمثله تنظيم (القاعدة في المغرب الإسلامي) بالنسبة لمنطقة الساحل والصحراء (مالي وموريتانيا والجزائر وغيرها)، حيث الاتجار بالأسلحة يتزايد ويمثل تهديدا حقيقيا، خاصة لحياة المحتجزين في مخيمات تندوف.