تم عرض التجربة المغربية في مجال المدن الجديدة والتنمية المستدامة خلال الملتقى الدولي "مدن جديدة من أجل حواضر مستدامة" الذي افتتح اليوم الخميس بمارسيليا (جنوبفرنسا). وقدم الكاتب العام لوزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، السيد سعيد زنيبر، الذي يرأس الوفد المغربي في هذا اللقاء (30 شتنبر وفاتح أكتوبر)، الحصيلة المسجلة إن على مستوى التخطيط الحضري أو تدبير المجال بالمغرب. وذكر في هذا السياق بالجهود التي بذلتها الوزارة الوصية على صعيد التهيئة المجالية التي حددت المجالات الجديدة للنمو، وكذا الأبعاد التي أتخذتها الوكالات الحضرية لإدماج البعد التعميري في عملها. وأوضح السيد زنيبر أن هذه التهيئة مكنت من تحديد أربع مدن جديدة توجد حاليا قيد الإنشاء، وهي تامنصورت، وتامسنة، والشرافات، والخيايطة. وتقام هذه المدن الأربع على مساحة تقارب ألف هكتار، وبإمكانها أن تستوعب ساكنة يتراوح عددها بين 250 ألف و300 ألف، علما أن تامسنا يقطنها حاليا نحو 10 آلاف شخص، فيما بلغ عدد ساكنة تامنصورت 25 ألف شخص. كما ذكر الكاتب العام للوزارة بأهداف إنشاء هذه المدن الجديدة، والتي تتمثل في تعزيز الشبكة الحضرية الوطنية، والمساهمة في تكثيف العرض السكني، وخلق إطار للحياة مطابق للمعايير الدولية، مضيفا أن هذه المدن يجب أن تدرج في التنمية الحضرية للاستجابة للحاجيات من السكن، خاصة السكن الاجتماعي الذي يشكل في الوقت الراهن هاجسا كبيرا لكافة الفاعلين في المجال على المستوى الوطني. وفيما يتعلق ببعد التنمية المستدامة، أفاد السيد زنيبر أن اتفاقيات تم توقيعها مع وزارة الطاقة والمعادن والبيئة للقيام بدراسات الجدوى وتحسين النجاعة الطاقية لهذه المدن، خاصة منها الشرافات والخيايطة. ويهدف هذا المنتدى،المنظم من قبل كتابة الدولة الفرنسية المكلفة بسياسة المدن في إطار الرئاسة المشتركة الفرنسية المصرية للاتحاد من أجل المتوسط، إلى إطلاق نقاش بين كل الفاعلين المعنيين حول سياسات التجديد الحضري وتشييد المدن الجديدة بالمتوسط. وتعد المدن الجديدة رهانا يحظى بأولوية في استراتيجيات تنمية المدن والجهات الحضرية المتوسطية. ومن أجل تفادي أن تتحول هذه المدن الجديدة إلى "غيتوهات" المستقبل-يقول المنظمون- عليها أن تنخرط في مسار تنموي مستدام . وتتوزع أشغال هذا اللقاء على ثلاث جلسات عامة الأولى تسلط الضوء على دور الفاعلين المؤسساتيين وتموقع الفاعلين التقنيين والاقتصاديين في مسلسل الصناعة المسدامة للمدن الجديدة، والثانية تعالج دور الجهات المالية المؤسساتية من أجل تحفيز تشييد المدن الجديدة والتشديد على الإشكاليات المطروحة والحلول والميكانيزمات المتطورة المتعلقة بالتمويل. أما الجلسة الثالثة فتعالج كيف يمكن للمدينة الجديدة أن توائم بين الحفاظ على البيئة والاجراءات المتخذة لفائدة الشغل والتربية والسكن والولوج إلى الثقافة والاسعافات. وكان اللقاء قد افتتح من قبل وزير الدولة الفرنسي وزير البيئة والطاقة والتنمية المستدامة جان لوي بارلو. وسيختتم من قبل عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، وهنري غاينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي ورئيس البعثة الوزارية في (الاتحاد من أجل المتوسط) ،وفاضلة عمارة كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بسياسة المدن. وفضلا عن السيد سعيد زنيبر، فإن الوفد المغربي يضم السادة محمد لمباركي المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشرقية، ومراد الجامعي الكاتب العام لولاية الدارالبيضاء الكبرى، ورؤساء مجموعة العمران المكلفة بتامسناوالدارالبيضاء، وعدد من مسؤولي الوزارة.