صدر مؤخرا عن دار النشر الفرنسية "لارماتان" رواية ثانية للكاتب المغربي المقيم في فرنسا الحسن أيت موح، والتي تحمل عنوان "أسير مبروكة"(لوكابتيف دو مبروكة). وأوضح الروائي أيت موح الذي يوجد حاليا بمسقط رأسه بورزازات في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن روايته الجديدة تقتفي إلى حد بعيد أثر المواضيع الذي سبق أن تناولها في روايته الأولى الصادرة السنة الماضية تحت عنوان"لم تعد للشاي نفس النكهة" والمتمثلة في فضيلة التسامح، وقيم الانفتاح والتعددية التي باتت تميز المجتمع المغربي. وتحكي رواية "أسير مبروكة" قصة المواطن الفرنسي ريشار الذي رأى النور في المغرب حيث كان والده يعمل مدرسا. وبعدما بلغ ريشار سن الخمسين راودته فكرة التعرف على موطن ازدياده فحل بمدينة ورزازات بفندق "مبروكة" الشعبي، دون أن يعلم بأن هذا الفندق كان في الأصل منزل أسرته، كما أطلعه على ذلك أحد نزلائه الذي غدر به الزمان، بعدما كان يشتغل بدوره مدرسا رفقة والد ريشار. وقد أصيب ريشار بالذهول لما عرف جزءا عن حقيقة أصوله كما حكاها له صديق والده، أصر بأن يعمل ما في وسعه لجمع المال ويعود ليشتري الفندق/ منزل أسرته القديم. ولما عاد إلى ورزازات وكله أمل في تحقيق هذه الرغبة فوجئ بالفندق وقد تحولت ملكيته إلى "كينستون" وهو يهودي أمريكي من أصول مغربية،سبق لوالده أن باع المنزل لوالد "ريشار" قبل رحيله للعيش في فلسطينالمحتلة. ويتناول الكاتب في قالب روائي بديع ومشوق قصة البحث عن الجذور، أو العودة إلى الأصل التي طالما راودت الكثيرين من الأشخاص الذين ينحدرون من زيجات مختلطة، أو يعتنقون مذاهب دينية مختلفة، لكنهم يتوحدون كلهم في كونهم رأوا النور لأول مرة فوق التراب المغربي الذي كان ولا زال موطنا للقيم الإنسانية السمحة التي تظل ساكنة في قلوب وأفئدة أبناءه أينما حلوا وارتحلوا، ومهما طال بهم الزمن. يذكر أن الكاتب المغربي الحسن أيت موح الذي يشتغل بمهنة التدريس في فرنسا، ازداد سنة 1962 بمدينة ورزازات، وهو إلى جانب كونه روائي، يشتغل كباحث متخصص في الانتربولوجيا وعلم الاجتماع، حيث تنصب اهتماماته العلمية على البحث في مواضيع ترتبط على الخصوص بإشكالية الهوية، وتشابك العلاقات بين الأشخاص الحاملين لثقافات مختلفة.