ناشد شيوخ وأعيان القبائل ومنتخبو الأقاليم الصحراوية كافة الهيئات والمنظمات الحقوقية التدخل العاجل من أجل إطلاق سراح السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود بدون قيد أو شرط، والضغط على الجزائر لضمان سلامته والعمل على فك الحصار المضروب على أسرته وكافة المحتجزين في مخيمات تندوف. ونددوا، في بيان استنكاري تمت تلاوته خلال اللقاء التضامني الذي عقدوه اليوم الجمعة بمنزل والد السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود بالسمارة، بعملية الاختطاف الدنيئة التي تعرض لها ولد سيدي مولود من طرف ميليشيات "البوليساريو" لدى عودته إلى مخيمات تندوف يوم الثلاثاء الماضي. واعتبروا اختطاف مصطفى سلمة سلوكا لا إنسانيا يتنافى مع المواثيق والأعراف الدولية، ويضرب عرض الحائط حقوق الإنسان، ويسعى أساسا إلى إسكات صوت ولد سيدي مولود، الذي لا جرم له سوى التعبير عن مواقفه الداعمة للحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية بعد زيارته الميدانية واطلاعه على مستوى التطور العمراني والاقتصادي والاجتماعي ومناخ الحرية والديمقراطية التي ينعم بها المغرب. وحملوا السلطات الجزائرية مسؤولية الحفاظ على سلامة مصطفى سلمة ولد سيدي مولود وكل ما قد يلحق أفراد أسرته من أذى بمخيمات تندوف، داعين المنتظم الدولي والهيئات الحقوقية إلى التدخل من أجل الضغط على الجزائر وصنيعتها "البوليساريو" للتراجع عن القمع الممنهج الذي يطال المحتجزين والعمل على تمكينهم من التعبير عن إرادتهم وممارسة حقوقهم. واعتبروا إقدام الجزائر و"البوليساريو" على اختطاف مصطفى سلمة ولد سيدي مولود خرقا سافرا لحقوق الانسان ينضاف إلى سلسلة الخروقات الجسيمة التي يقترفانها يوميا في حق الصحراويين المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف، مؤكدين أن هذا السلوك يجسد بالملموس مصادرة حق التنقل وحرية التعبير وحرية الرأي التي تسود بهذه المخيمات والتي تحولت إلى معسكرات للقمع والتسلط ومنطقة معزولة عن العالم. وجددوا بالمناسبة تمسكهم بمقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية والوحدة الترابية كحل ديموقراطي وعادل للنزاع المفتعل حول الصحراء، ومدخل مشرف لانهاء مأساة المواطنين المغلوب على أمرهم في مخيمات تندوف، ولتمكينهم من الالتحاق بوطنهم ليساهموا، إلى جانب إخوانهم، في النهضة التنموية ومسيرة البناء والتشييد التي تشهدها هذه الربوع تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وكان السيد ولد سيدي مولود، الذي أعلن في بداية غشت المنصرم، خلال ندوة صحفية عقدها بمدينة السمارة، عزمه العودة إلى مخيمات تندوف بغية الدفاع عن المقترح المغربي المتعلق بمشروع الحكم الذاتي، قد تم اختطافه مساء الثلاثاء الماضي، بمجرد دخوله نقطة الحدود إلى مخيمات تندوف قادما إليها من التراب الموريتاني وتم اقتياده الى وجهة مجهولة. وقد وجه ساعات قبل اعتقاله نداء إلى الرأي العام الصحراوي والدولي أكد فيه إصراره على الدفاع عن قناعاته رغم حالة الاستنفار والترهيب التي تسعى قيادة "البوليساريو" إلى فرضها بالمخيمات من أجل لجم الأصوات وتكميم أفواه الضمائر الحية على البوح بالحقيقة، مناشدا الأممالمتحدة وكل المنظمات الحقوقية الدولية الوقوف إلى جانبه دعما لحرية الرأي وحماية حقه في الحياة.