أكد الباحث والجامعي المغربي السيد ادريس الكرواي أن المغرب يسعى إلى تعزيز التنمية من خلال الحكم الذاتي الموسع. وسلط السيد الكرواي ،الذي كان يتحدث مساء أمس الجمعة بفاس في اطار قافلة - نقاش حول موضوع "مشروع الحكم الذاتي للصحراء المغربية" المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،الضوء على التحديات المستقبلية المتعلقة بتعزيز مسلسل الحكم الذاتي المغربي على المستويين الجهوي والدولي. وأكد أن هذه التحديات تتطلب ،من بين أمور أخرى،استراتيجية اقتصادية من شأنها خلق ثروات جديدة وفرص شغل هامة على صعيد الاقاليم الجنوبية ووضع وتنفيذ برنامج متشاور بشأنه منبثق عن تفكير محلي وجهوي يساهم فيه جميع الفاعلين بهذه الاقاليم. وأضاف أن هناك أيضا تحديا كبيرا يتمثل في قدرة الاقاليم الجنوبية على انتاج نخب سياسية واقتصادية وثقافية وجمعوية على مستوى عال من الكفاءة تكون في مستوى تحديات التنمية الاقتصادية المستقبلية التي تواجه جميع مكونات الجهة. وأبرز السيد الكرواي المهن العالمية الجديدة للمغرب وكذا الانشطة التي تتميز بها الاقاليم الجنوبية ،موضحا أن من بين هذه الانشطة الاستراتيجية هناك على الخصوص الصيد البحري المستدام وتثمين الساحل . واستعرض الباحث المغربي التقدم السوسيو- اقتصادي الذي تحقق منذ تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش ،على مستوى جميع جهات المملكة ،موضحا ان هذه الدينامية تعزى الى بروز نخبة اقتصادية يتزايد وزنها سنة بعد اخرى واصبح تأثيرها جليا في تقدم البلاد .
من جانبه،أكد مدير قافلة- نقاش حول مشروع الحكم الذاتي للصحراء المغربية السيد العربي أقصبي أن شعار " نعم للحكم الذاتي" هو،في المقام الأول،رسالة موجهة للمجتمع الدولي،بكل هيئاته ومنظماته،حتى يتسنى له الوقوف على انخراط مختلف مكونات الشعب المغربي في مقترح الحكم الذاتي . من جهة أخرى،أشار إلى أن " هذه القافلة تواصل بنجاح جولتها مع تعزيز الوحدة الوطنية والتعبئة الشاملة" حول القضية الوطنية . وذكر بالمراحل الأخيرة لهذه القافلة التي نظمت على التوالي في كل من مراكش والعيون وأصيلة،موضحا أن هذه المراحل عرفت مشاركة ثلة من المتدخلين منهم فاعلون جمعويون،الذين يشكلون في الوقت ذاته قاطرة للتنمية والتقدم،وضامنا ضد كل المحاولات اليائسة للنيل من حقوق المواطنين. وقال إنه ومن أجل توسيع صدى هذه المبادرة ستمر القافلة كذلك بعدد من البلدان منها إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا ثم إيطاليا. من جانبه،أكد رئيس مؤسسة روح فاس السيد محمد القباج على أن المغرب يعمل على إعطاء الأقاليم الصحراوية مكانتها الكاملة ومنحها مسؤولية كبرى في مسلسل تعزيز بناء المملكة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وأضاف أن القبائل الصحراوية،المتأهبة دائما للدفاع عن الوحدة الترابية والوحدة الوطنية،ظلت على الدوام مرتبطة بالعرش العلوي المجيد من خلال البيعة. وبعد تسليط الضوء على مختلف المبادرات الاقليمية التي انخرطت فيها المملكة،منها اتحاد المغرب العربي،أشار السيد القباج إلى أن مشروع الحكم الذاتي سيتم تطبيقه من خلال انخراط أفضل للأقاليم الجنوبية في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.