ثمن حزب الحركة الشعبية مضامين الخطابين الملكيين الساميين بمناسبة عيد العرش المجيد وذكرى ثورة الملك والشعب، مبرزا التوجيهات النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتفعيل مشروع الجهوية، من خلال مقاربة رائدة، تستند إلى سياسة القرب من واقع المواطنين في مختلف مناطق المملكة . وجاء في بلاغ للأمانة العامة للحزب، صدرعقب الاجتماع العادي الذي عقده أول أمس الثلاثاء المكتب السياسي للحزب، أن هذا الأخير ثمن تجديد جلالة الملك، في كل المناسبات، التأكيد على عدالة قضية الوحدة الترابية، وعلى الإرادة القوية للمغرب في صون سيادته، وعدم التفريط في أي شبر من أراضيه، وتشبثه بمقترح الحكم الذاتي لأقاليمه الجنوبية كخيار وحيد لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. كما وقف المكتب السياسي- يضيف البلاغ- على التأييد الدولي المتزايد للمقترح المغربي الواقعي والعقلاني، وسحب العديد من الدول لاعترافها بالكيان الوهمي، وعلى التنامي المسترسل لعودة المغاربة المحتجزين من مخيمات تندوف إلى أرض الوطن الأم، مما يساهم يوما عن يوم في انهيار أطروحة الانفصال، داعيا الجزائر إلى تغليب منطق الحكمة وحسن الجوار والتخلي عن معاكسة الحق المغربي المشروع. وفي معرض تطرقه للعلاقات المغربية الإسبانية، أعتبر المكتب السياسي أن الزيارة، التي قام بها وزير الداخلية الإسباني إلى المغرب، الإثنين الماضي، إشارة واضحة وقوية على حرص البلدين على الاحتفاظ بصلات التعاون وحسن الجوار، والروابط التي تجمع صاحب الجلالة الملك محمد السادس بجلالة الملك خوان كارلوس الأول. وخلال تناوله لباقي قضايا الشأن الوطني، أعرب المكتب السياسي، بالخصوص، عن انشغاله بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تستأثر باهتمام الرأي العام، في ظل وضعية اقتصادية متسمة بالصعوبة ، تؤشر على تحضير القانون المالي المقبل في خضم مجموعة من الإكراهات ، وهو ما يستلزم التعبئة الشاملة لكافة القوى السياسية في البلاد قصد تخطي هذه المرحلة ، مع الحرص على عدم تأثير الإجراءات التقشفية المحتملة على مسار التنمية في العالم القروي، الذي يحتاج إلى مزيد من العناية ، انسجاما مع الدعوة الملكية إلى تجاوز مقولة " المغرب النافع والمغرب غير النافع" . وأكد المكتب السياسي على ضرورة التعجيل بتدارس عدد من القوانين، وخاصة تلك المرتبطة بالانتخابات، حتى يتمكن المغرب من توفير الأجواء الملائمة للاستحقاقات المقبلة وجعلها مسايرة للمتطلبات المستقبلية للمشروع المجتمعي الكبير الذي وضع جلالة الملك أسسه وأرسى لبناته. أما بخصوص الشأن الداخلي والتنظيمي للحزب، فقد دعا كافة مناضلي الحزب إلى الانخراط التام في تفعيل توصيات ومقررات مؤتمره الوطني ال11 ، والتسريع بإخراج الهيكلة المحلية والجهوية للحزب في مختلف جهات المملكة، مع العمل على إحداث رابطة المستشارين الجماعيين . كما اطلع المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية خلال هذا الاجتماع على مشروع أرضية تتضمن تصورا أوليا لتوزيع المهام بين أعضائه، على أساس أن يتم التداول بشأنها والبت فيها في اجتماع لاحق.