أشرفت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي، مساء أمس الجمعة، على إطلاق حملة تحسيسية حول البيئة والتنمية المستدامة في إطار الأوراش الحادية عشر للعمل التطوعي الصيفي. ويتضمن برنامج هذه الأوراش، المنظمة بتعاون بين جمعيتي الوفاء بإسبانيا والأمل بطنجة وبدعم من وزارتي التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن والشبيبة والرياضة والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية تحت شعار "من أجل احترام البيئة وحمايتها"، سلسلة دورات تكوينية وأوراش تحسيسية تتمحور في جلها حول مبادئ حماية البيئة والتنمية المستدامة. كما سيتلقى المستفيدون من البرنامج، والمقدر عددهم بحوالي 40 ألف شخص، في الفترة ما بين 9 يوليوز الجاري و31 غشت المقبل، مجموعة من الدورات التكوينية النوعية في بعض المجالات التطوعية التي تنشط فيها جمعيات المجتمع المدني. ويمتد برنامج العمل التطوعي، الذي سيشرف على تنفيذه 60 أستاذا وطالبا جامعيا إسبانيا متطوعا، ليشمل دورات تكوينية في مبادئ الإسعافات الأولية واللغات الحية، خاصة الإسبانية، فضلا عن مجموعة من الأنشطة الترفيهية والتربوية لفائدة الفئات العمرية الصغرى، وخاصة أطفال المخيمات بجهة طنجة. ومن المنتظر أن تتواصل فعاليات الحملة التحسيسية، التي ستشهد لأول مرة مشاركة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى بداية الدخول المدرسي، إذ يسعى المشرفون إلى أن يبلغ عدد التلاميذ المستفيدين أزيد من 10 آلاف طفل. وأكدت السيدة نزهة الصقلي، في كلمة لها بالمناسبة، أن "أوراش التطوع تكتسي أهمية كبيرة نظرا لمساهمتها في الرفع من الحوار بين الشباب المغربي والإسباني، مبرزة أن "التطوع يشكل موردا لا ينضب لقيم التضامن الإنساني، كما يستمد جذوره من قيم الشعبين الصديقين". وأضافت أن من "شأن هذه المبادرات أن تنمي حس المواطنة لدى الشباب في وضعية متواضعة وتعمل على ترسيخ الثقة في المستقبل"، مشددة على أن إنجاز الأوراش الاجتماعية الكبرى يتطلب تعبئة جماعية من خلال مساهمة المجتمع المدني، الذي أغنت مبادراته الاستراتيجيات العمومية في مجموعة من القطاعات الاجتماعية، وهو ما تعزز بإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وبعد أن أشارت إلى مجموعة من المنجزات التي تم تحقيقها بالتعاون مع المجتمع المدني، أشارت السيدة الصقلي إلى أن موضوع البيئة يتطلب تعبئة أكبر من طرف كل الفاعلين العموميين والمدنيين، وفي مقدمتهم الشباب المتشبع بقيم المواطنة والحرية وحقوق الإنسان والمنخرط في قيم الديمقراطية. من جانبه، ثمن المنسق العام للوكالة الإسبانية التعاون الدولي من أجل التنمية السيد بيسينتي ساليس باختيار "أوراش التطوع" التطرق خلال السنة الحالية لموضوع البيئة، الذي لا يعتبر فقط قضية تعاون ثنائي بين الدول، بل شأنا عالميا يتعين الالتفاف حوله. وأشاد في هذا الإطار بتوجه المغرب نحو اعتماد ميثاق بيئي يجري الإعداد له وفق إستراتيجية تشاركية واسعة بين مختلف مكونات المجتمع، معتبرا أنه "يشكل خطوة جديدة في المشاريع الكبرى للمغرب الحديث". وتم بهذه المناسبة افتتاح معرض جمعيات المجتمع المدني، المغربية والإسبانية، وإطلاق فعاليات الحملة التحسيسية، وتقديم عرض مسرحي لأطفال جمعية الأمل بعنوان "بوعينا سنحافظ على بيئتنا"، تلاه عرض للشهب الاصطناعية.