صدحت الموسيقى الصوفية بإيقاعاتها،أمس الخميس بإفران،خلال ثالث سهرات مهرجان "تورتيت" الدولي في دورته الرابعة المنظمة تحت شعار "الطبيعة في ملتقى الثقافات". واستطاعت فرقة الطائفة الحمدوشية لمدينة فاس إمتاع جمهور المدينة الذي حج بأعداد غفيرة لمتابعة فقرات الحفل،من خلال أداء باقة من الأذكار والقطع الصوفية التي تنهل من غنى الموروث الصوفي المغربي،مصحوبة بمجموعة من التعبيرات الجسدية النابعة من تماهي الروح مع نشوة ذكر الخالق. وجسدت الفرقة،التي تنتسب للولي الصالح سيدي علي بنحمدوش،مختلف الأنماط والتعابير التي تميزها عن بقية الفرق الصوفية الأخرى،على اعتبار أنها تتمكن من المزج بين الموسيقى الروحية والمدح الصوفي والأداء الجسدي بكيفية متناغمة. وبدورها،أبدعت فرقة عيساوة للركب الفيلالي المنتسبة إلى الشيخ محمد بنعيسى الكائن بمدينة مكناس،من خلال أدائها لوصلات غنائية تراثية تتغنى بحب الخالق ومدح الرسول،حيث تمكنت من إذكاء حماس الجمهور وجعله يعيش على إيقاعات الموسيقى الروحية الأصيلة. كما كان لجمهور مدينة إفران موعد مع فن الآلة،عبر العرض الذي قدمته فرقة تافيلالت لفن الملحون،التي أدت باقة من القطع الموسيقية ذات أغراض ومعاني مختلفة،تحمل في طياتها البصمة الأصيلة لهذا الفن الذي انطلقت شرارته الأولى بمنطقة تافيلالت. ولم تمر السهرة دون الاستمتاع بنغمات الأغنية الشعبية المغربية المفعمة بالحركية والإيقاعات الأخاذة،مع العرض الممتع الذي قدمته مجموعة عبيدات الرمى،التي نقلت الجمهور الحاضر إلى عمق التراث الشعبي الذي يميز منطقة خريبكة ونواحيها. وكان اليوم الرابع من فعاليات المهرجان،المنظم من طرف جمعية "تورتيت" للتنشيط الثقافي والسياحي والرياضي والمحافظة على تراث المدن الجبلية،من 19 إلى 24 يوليوز الجاري،قد استهل بتنظيم سباق للدراجات الهوائية بمدار "ضاية عوا" بتنسيق مع نادي الدراجات بإقليمإفران،فضلا عن توقيع كتاب في الرياضة للأستاذ محمد بلماحي،رئيس الجامعة الملكية للدراجات الهوائية. وتتواصل فعاليات المهرجان بتنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية التي تضم،إلى جانب السهرات الغنائية التي تعرف مشاركة مجموعة من الفنانين والفرق الغنائية الوطنية والدولية،وورشات للفن التشكيلي وعروضا مسرحية،فضلا عن مسابقات رياضية متنوعة. ويضم المهرجان،المنظم بشراكة مع عمالة إقليمإفران والمجلس البلدي للمدينة والمجلس الإقليمي،إلى جانب مجموعة من المحتضنين العموميين والخواص،خمسة أقطاب تشمل الثقافة والفنون،والطبيعة والمنتوجات المحلية،وقطب اللقاءات والنقاشات والرياضة والترفيه وقطب العروض والحفلات الموسيقية.