ذكرت وزيرة الصحة السيدة ياسمينة بادو،اليوم الاثنين بالدارالبيضاء،أن الاستراتيجية الوطنية الجديدة لمكافحة داء السل في أفق 2015 تهدف إلى تخفيض نسبة الإصابة ب 6 في المائة سنويا بدلا من 3 في المائة حاليا. وأوضحت السيدة بادو،في كلمة بمناسبة الاجتماع الوطني لتقييم برامج محاربة داء السل بحضور عدد من المسؤولين في قطاع الصحة وممثلي المجتمع المدني،أن من بين أهداف هذه الاستراتيجية كذلك العمل على تقليص نسبة المنقطعين عن العلاج من 10 في المائة إلى أقل من 2 في المائة،والحفاظ على معدلات الكشف وعن نسبة نجاح العلاج في أزيد من 90 في المائة. وأبرزت السيدة بادو أن الاستراتيجية الجديدة تم وضعها انطلاقا من العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للقضايا الاجتماعية وفي مقدمتها قضية الصحة،وفي إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك ،فضلا عن الإرادة السياسية القوية للحكومة. وأكدت الوزيرة أنه لبلوغ هذه الأهداف سيتم العمل على الحفاظ على ضمان مجانية الرعاية الصحية وجودة الخدمات الطبية المقدمة لمرضى السل،واستمرار الرفع من الميزانية المخصصة لمكافحة السل،مما سيمكن من ضمان توافر الأدوية والمواد المخبرية بصفة منتظمة ومستمرة. وأشارت إلى أن الميزانية المخصصة لشراء أدوية السل عرفت تزايدا ملحوظا بنسبة 40 في المائة،إذ انتقلت القيمة المخصصة لشراء هذه الأدوية من 19 مليون درهم في 2009 إلى أزيد من 31 مليون درهم في 2010،مؤكدة عزم الوزارة على الاستمرار في دعم الرعاية الصحية للأمراض الرئوية المزمنة،وتعزيز مركزي الامتياز في محاربة داء السل المزمن ومتعدد المقاومة في كل من الدارالبيضاء والرباط،كما سيتم العمل على تدعيم برنامج مكافحة السل على الصعيد الجهوي عبر برمجة إنشاء مجموعة من المراكز الأخرى. وبعد أن أشارت إلى الأهداف الرامية إلى الحد من معدلات الإصابة بمرض السل بين المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة،ذكرت الوزيرة أن استراتيجية الوزارة لمكافحة داء السل في أفق 2015 تميزت بنسج شراكات متعددة مع الفاعلين المعنيين بمحاربة داء السل بالمغرب. وأضافت أن هذه المبادرة لقيت استحسان الجميع وانخراط قطاعات حكومية وعدد من الإدارات العمومية،بالإضافة إلى السلطات المحلية والمنتخبين والمهنيين في القطاع الصحي الخاص والمنظمات غير الحكومية والجمعيات المحلية،مبرزة أن عملية التعبئة الاجتماعية والشراكة الوطنية تطمح إلى انخراط المغرب في "الشراكة العالمية". وذكرت السيدة بادو أن داء السل شكل منذ عدة سنوات إحدى مجالات التدخل الرئيسية ذات الأولوية في جميع السياسات الصحية التي تبنتها وزارة الصحة،مشيرة إلى أن تنفيذ استراتيجية مكافحة السل بالمغرب مكن من الكشف عن أزيد من 80 في المائة من حالات السل الرئوي الإيجابية،وتحقيق معدل سنوي لنجاح العلاج يتراوح ما بين 85 في المائة و90 في المائة. وقد تم خلال هذا للقاء التوقيع على حوالي عشرين اتفاقية شراكة بين وزارة الصحة وممثلي جمعيات القرب،بالدارالبيضاء وسلا،شركاء البرنامج الوطني لمكافحة داء السل وكذا مع ممثلي جمعيات طبية. كما تم بهذه المناسبة تسليم دليل التقييم الذاتي المتعلق بمسابقة الجودة لمراكز تشخيص داء السل والأمراض التنفسية بعدد من جهات المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن برنامج هذا اللقاء يشمل عدة عروض ومداخلات تهم نتائج تشخيص أمراض السل،ووضعيتها ببعض جهات المغرب،والطرق المتبعة في علاجها.