أكد رئيس جامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس السيد فارسي السرغيني أن إنشاء طريق الوحدة قدم نموذجا فريدا للوطنية والمثابرة والتضحية. وقال السرغيني،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء،إن بناء طريق الوحدة كان محطة للتعبير عن قيم التضحية وروح الوطنية التي أبان عنها حينذاك 12 ألف شاب متطوع ينحدرون من مختلف جغرافيات الوطن وشرائحه. وأوضح رئيس جامعة فاس أن مرحلة الإنجاز (يوليوز-أكتوبر 1957) اتسمت بحماسة وتعبئة منقطعة النظير في صفوف الشباب المغربي الذي نجح في رفع تحد تاريخي متسلحا بالتفاني والوطنية والتعلق بالقيم المقدسة للأمة المغربية. كما مثل الحدث،حسب هذا الجامعي،رسالة تدعو الى الحفاظ على وحدة الأمة وقيم الدولة الوطنية مع الانخراط في تعزيز التضامن بين الجهات وتكافؤ الفرص وتعزيز التنمية المستدامة على الصعيد الوطني والجهوي. وأضاف أن الأمر يتعلق برمز قوي لإطلاق دينامية التنمية المندمجة والمتوازنة لمجموع أنحاء البلاد،معتبرا أن تخليد أسرة المقاومة وجيش التحرير للذكرى 53 لبناء طريق الوحدة يصادف مرحلة هامة أعطى خلالها صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية لمنح جهات المملكة الصلاحيات والآليات المطلوبة للاضطلاع بمهامها. وهي مبادرة هامة،يقول السيد السرغيني،ستعطي للجهات أبعادا جديدة تطبعها برامج ومشاريع ضخمة في مجال التجديد والتأهيل الحضري،وإعادة هيكلة التجمعات السكنية،وخلق مرافق عمومية جديدة وتحسين أدائها،وتوسيع الشبكات الطرقية والمواكبة الاجتماعية للساكنة. وأضاف رئيس جامعة سيدي محمد بنعبد الله أن نخبة اقتصادية جديدة يزداد ثقلها سنة بعد أخرى انضمت لمواكبة هذه المبادرة وباقي الإنجازات السوسيو-اقتصادية التي تحققت في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ولاحظ السيد السرغيني أن "خطوة أخرى حققها المغرب على درب توطيد وحدة الشعب المغربي،وتتمثل في مشروع الحكم الذاتي للصحراء المغربية"،الذي يعد "أهم تقدم أنجزته البلاد منذ نهاية القرن 19 على الصعيد المؤسساتي". وكان المغرب يتوفر غداة الحصول على الاستقلال على شبكة طرقية تبلغ 20 ألف كلم،لا تغطي جميع الجهات. ومن أجل تجاوز هذا الخلل الموروث عن مستعمر كان يسعى وراء مصالحه فقط،أطلق جلالة المغفور له محمد الخامس سياسة مجددة في مجال البنيات الأساسية بهدف ربط الشمال بجنوب المملكة وإقامة شبكة طرقية حديثة. ومكن تفعيل هذه السياسة من إنجاز طريق تربط تاونات بكتامة على طول 80 كلم،وحملت اسم "طريق الوحدة" تكريسا لقيم التضامن والوحدة. وفي هذا الاطار،يخلد الشعب المغربي وأسرة المقاومة وجيش التحرير،اليوم الاثنين،الذكرى 53 لبناء طريق الوحدة،إحدى أكبر المبادرات المعبئة للشباب المغربي وأوراش البناء والتشييد لمغرب الاستقلال.