انطلقت صباح اليوم الاثنين بالرباط أشغال الدورة التاسعة للمجلس الوزاري المغاربي القطاعي للتكوين والتشغيل والشؤون الاجتماعية والجالية المغاربية على مستوى الخبراء. ويندرج هذا اللقاء، الذي يشارك في أشغاله خبراء من دول الاتحاد يمثلون مختلف القطاعات المشكلة للمجلس، في سياق تفعيل توصيات محضر الدورة ال11 للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية، التي انعقدت بالجزائر خلال الفترة من 24 إلى 26 مارس 2008. وسينكب المشاركون في أشغال هذه الدورة على مراجعة وتقييم ما تم تنفيذه من قرارات الدورة الأخيرة للمجلس، والنظر في توصيات فرق العمل الفنية التابعة له، والتكفل بانشغالات الشباب المغاربي في مجال التكوين والتشغيل، بالإضافة إلى برنامج العمل المستقبلي. وأوضح السيد ميمون بنطالب، الكاتب العام لوزارة التشغيل والتكوين المهني، في كلمة في افتتاح هذا الاجتماع أن هذا اللقاء، الذي سيخصص لمعالجة القضايا الاجتماعية بمنطقة اتحاد المغرب العربي، جاء ليؤكد اقتناع الجميع بضرورة إعطاء مضامين حقيقية للتعاون بين بلدان المنطقة. ودعا إلى إيجاد حلول ملائمة للإشكاليات التي تميز واقع الشؤون الاجتماعية بكل أبعادها بالمنطقة المغاربية، خاصة أمام الأزمة العالمية التي أثرت على كل دول المعمور، اقتصاديا واجتماعيا، لا سيما ما يتعلق بارتفاع نسب البطالة، وتقلص أداء مستوى العمل، والعجز المالي لصناديق التغطية الاجتماعية. وأشار إلى أن المتتبعين لأشغال هذه الدورة ينتظرون طرح مبادرات واقتراحات خلاقة كفيلة بإحداث مزيد من فرص العمل بالمنطقة المغاربية وفتح آفاق جديدة تتجاوب وطموحاتها وانتظاراتها، منها وضع خطة عمل مندمجة تسمح بإدماج البعد الاجتماعي في برامج الاتحاد. وخلص السيد بنطالب إلى أنه ينتظر أن تتوج هذه الدورة بوضع تصور واضح وعملي لأرضية العمل المشترك التي ستعتمد كإطار للنهوض بالشغل والعمل والتنمية الاجتماعية وأوضاع الجالية المغاربية، ووضع خطة عمل واضحة الأهداف مقرونة بجدولة زمنية لتنفيذ التدابير المتفق عليها، وتحديد آلية تسمح بالوقوف على المنجز في إطارها. ومن جهته، أكد رئيس لجنة الخبراء السيد أحمد عبد السلام محمد مدير إدارة المنافع والكوارث باللجنة الشعبية العامة للشؤون الاجتماعية بالجماهيرية العربية الليبية، في تصريح للصحافة، أن اجتماع اليوم يروم وضع آلية للتنسيق جدية حتى تكون مواقف بلدان الاتحاد المغاربي في مجالات التشغيل والشؤون الاجتماعية والجالية المغاربية موحدة. وأضاف أن الوفود المشاركة في هذا الاجتماع تأمل في أن يشكل هذا اللقاء انطلاقة حقيقية لعمل الاتحاد المغاربي، الذي أضحت الضرورة تقتضي أن يكون قادرا على مواجهة تحديات العولمة وتجاوز المشاكل التي تعترضه اتجاه الفضاءات الأخرى، مشيرا إلى أن اللجنة بصدد إعداد منهجية عمل جديدة، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة في إطار الاتحاد. يذكر أن المجلس الوزاري المغاربي للتكوين والتشغيل والشؤون الاجتماعية والجالية المغاربية أنشئ بتونس سنة 1990 من طرف اللجنة الوزارية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية بموجب قرار صادر عن مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي في دورة يناير 1990. ويقوم المجلس بوضع التصور للخطط والجداول الزمنية اللازمة لتنفيذ برنامج عمل الاتحاد المصادق عليها من طرف مجلس الرئاسة، كما تدخل في اختصاصاته مجالات التكوين والتدريب المهني، والتشغيل، الشؤون الاجتماعية، الجالية المغاربية.