أكد السيد عبد السلام المصباحي كاتب الدولة المكلف بالتنمية الترابية، أنه بات من الضروري تكثيف الجهود والتنسيق الأمثل للتعاون بين دول المغرب العربي في مجالات العمل المشترك. وأضاف، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة ال 11 للمجلس الوزاري المغاربي للإسكان والعمران، اليوم الثلاثاء بمراكش، أن تنظيم هذه الدورة يأتي في ظل مناخ اقتصادي دولي معقد مس بالأساس أركان القطاعي والمالي لدول كانت في منأى عن الأزمة و الركود. وأبرز السيد المصباحي في هذا الصدد أنه درءا لتداعيات هذه الأزمة فإن الأقطار المغاربية تبذل كل الجهد لايجاد الآليات للحد من آثارها، معربا في الوقت ذاته، عن ارتياحه لما تمخض عن الدورة العاشرة التي أقيمت في الجزائر، من نتائج كان لها الفضل في بلورة اربع اتفاقيات، تهم إحداث لجنة تقنية مغاربية ومكتب علمي للوقاية من الأخطار، وإحداث الشبكة المغاربية للبناء والأشغال، والشبكة المغاربية للجامعات و المدارس والمعاهد العليا. وبعد أن أشاد بالعمل الهام والجيد الذي قام به الخبراء المغاربيون، أوضح أن الامال معقودة على هذه الدورة للرفع من المستوى المهني والخبرة في هذا القطاع الحيوي، من خلال ترسيخ ثقافة التبادل والشراكة لتأهيل المقاولات المغاربية لجعلها أكثر تنافسية على المستوى المغاربي والدولي. ودعا في هذا الاطار، الى ضرورة توحيد الجهود المبذولة في مجال السكن والعمران والبناء بين الأقطار المغاربية بغية تحديث آليات العمل وإرساء قواعد الجودة والتنافسية والحكامة. أما الأمين العام لاتحاد المغرب العربي السيد الحبيب بنيحي فأعرب من جانبه عن الشكر والامتنان الى جلالة الملك محمد السادس للرعاية الموصولة التي يوليها لمؤسسات الاتحاد و للجهود الحثيثة التي مافتئ يبذلها جلالته رفقة أشقائه في مجلس الرئاسة من أجل الدفع في بناء صرح اتحاد مغرب عربي متكامل ومندمج . وأكد السيد بنيحي، أن الأمانة العامة للاتحاد تواصل جهودها من أجل تحقيق الأهداف المغاربية في كل المجالات ذات العلاقة بقطاع الإسكان والعمران، موضحا في هذا السياق أن اللقاء سيمكن من تحديد خطة عمل مغاربية مستقبلية قادرة على كسب الرهانات و التحديات التي تهم المنطقة المغاربية. وبعد أن استعرض حصيلة الانجازات التي قام بها المجلس الوزاري المغاربي للإسكان والعمران، نوه بالجهود المبذولة لتنمية الاندماج المغاربي في شتى المجالات ، بدءا بقطاع السكن والعمران الذي يعتبر شريان البنية الأساسية للنهوض بقدرات البلدان المغاربية. ومن جانبه، دعا وزير السكن والعمران الجزائري السيد نور الدين موسى إلى إرساء سياسات موحدة في مجال الإسكان والتعمير للقضاء على السكن غير اللائق وإعداد مخططات لتلبية متطلبات التطور العمراني والاستفادة من التجارب المغاربية الناجحة في هذا المجال. وأبرز أن الجزائر تتوفر على مركز للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى، موضحا انه بإمكان المؤسسات العلمية والبحثية المغاربية المساهمة في هذه التجربة التي تعتبر فريدة من نوعها بالمنطقة وذلك بغية ضمان التجانس فيما يخص معايير البناء بالدول المغاربية. أما كاتب الدولة المكلف بالإسكان والتهيئة الترابية التونسي السيد محمد نجيب بريش فعبر عن ارتياحه لكون المجلس قام بتنفيذ التوصيات الصادرة عن الدورات السابقة حيث حقق خلال الفترة المنقضية العديد من المنجزات الخاصة بمجالات السكن والعمران والرامية الى دعم العمل المغاربي المشترك وأبرز السيد معتوق محمد معتوق أمين اللجنة الشعبية العامة الليبي الذي تتولى بلاده رئاسة هذه الدورة أن هذا الاجتماع يأتي ليشكل دفعة قوية باتجاه تنفيذ التوصيات واعتماد البرامج الملموسة والناجعة خاصة في ما يتعلق بمجال الإسكان والتعمير. ومن جهته، أشار سفير موريتانيا المعتمد بالرباط الشيخ عفيا ولد محمد خونا الذي يمثل بلده في هذه الدورة الى أن النمو السريع بالمدن المغاربية يطرح عدة إشكالات عمرانية إسكانية تفرض على الجميع إيجاد حلول استشرافية من قبل الساسة والفنيين وعلى جميع الأصعدة القانونية والمؤسساتية والمالية مبرزا في هذا الصدد ،أن العمل المغاربي المشترك ساهم في توحيد المقاربات وتعزيز التعاون بين بلدان المنطقة. وبعد الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى قام أعضاء المجلس الوزاري المغاربي للاسكان والعمران بزيارة للمدينة الجديدة تامنصورت حيث قدمت لهم شروحات وايضاحات حول هذا المشروع الذي يعد من بين المشاريع الكبرى التي تم انجازها في السنوات الأخيرة. يشار إلى أن هذا اللقاء المنظم على مدى يومين، يندرج في اطار الاجتماعات الدورية التي يعقدها بانتظام وزراء الإسكان والعمران وبالتداول كل سنتين في الدول الخمس لاتحاد المغرب العربي. وستتميز أشغال هذا اللقاء، بالتوقيع على محضر الاجتماع وبرنامج العمل الجديد وكذا المصادقة على عدة اتفاقيات، تهم دعم التعاون المغاربي في مجالات ملاءمة أنظمة التصنيفات والمعايير، وإحداث ملتقى لرجال الأعمال المغاربيين في قطاع البناء و العقار، والأشغال العمومية،واحداث شبكة مغاربية للمعاهد والمدارس العليا للهندسة المعمارية، والتهيئة و التعمير، فضلا عن إحداث مركز مغاربي للبناء بالمواد المحلية، و المحافظة على النمط المعماري المغاربي الأصيل.