يخلد الشعب المغربي وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير يوم الإثنين القادم، الذكرى الثالثة والخمسين لإعطاء انطلاقة أشغال بناء طريق الوحدة التي شكلت حدثا هاما غداة حصول المغرب على استقلاله، ومظهرا من مظاهر الجهاد الأكبر الذي أعلنه جلالة المغفور له الملك محمد الخامس عند عودته من المنفى. واستحضارا للأهمية التاريخية لهذا الحدث، ذكر بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن جلالة المغفور له محمد الخامس أعطى في5 يوليوز من سنة1957 انطلاقة هذا المشروع، الذي يهدف إلى ربط شمال المملكة بجنوبها، والذي شارك فيها جلالة المغفور له الحسن الثاني ولي العهد آنذاك كأول متطوع إلى جانب حوالي12 ألف شاب متطوع ينحدرون من جميع جهات المملكة والذي سبقته حملة تحسيسية حول أبعاد هذا الانجاز التاريخي. وأشار البلاغ إلى أن المغرب كان يتوفر غداة الاستقلال على شبكة طرقية يصل طولها إلى حوالي 20 ألف كلم إلا أن توزيعها الجغرافي لم يكن يشمل كل المناطق. أمام هذه الوضعية، بادر جلالة المغفور له الملك محمد الخامس إلى نهج سياسة جديدة في ميدان التجهيزات الطرقية من أجل تغيير البنى الوظيفية التقليدية للطرق التي كانت ترتكز على خدمة مصالح المستعمر سابقا، وإعطاء الأولوية لبناء طرق بالأقاليم الشمالية والجنوبية لتصل إلى مستوى التجهيزات الموجودة بوسط وغرب البلاد. وكان في مقدمة المشاريع المبرمجة إنشاء طريق بشمال المملكة تربط بين تاونات ومركز كتامة على طول 80 كلم أطلق عليها اسم طريق الوحدة، لما لها من دلالة رمزية هامة. واتسمت مراحل الإعداد للمشروع بأنشطة مكثفة وأعمال رائدة لولي العهد آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني، حيث أولى طيب الله مثواه عناية خاصة لتعبئة الشباب وشحذ الهمم معطيا القدوة والمثال بانخراطه الفاعل عبر مراحل الاشراف والتدبير والانجاز ولقاءاته بالشبيبة ومحاضراته حول فلسفة المشروع وأبعاده الوطنية كتحدي ورهان يتحتم كسبه. واعتبر البلاغ أن إنجاز المشروع كان لا يتغيى فقط تحقيق إنجاز وحدوي ذي أبعاد اجتماعية واقتصادية، بل يمتد لبناء الإنسان والارتقاء بالوجدان وإذكاء قيم التضامن والتعاون والتكامل وتفجير الطاقات على درب توطيد دعائم المغرب الجديد. وأبرز بلاغ المندوبية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير تتوخى بهذه المناسبة "استحضار قيم هذا الحدث التاريخي المجيد في مسيرات الحاضر العتيد تحت القيادة الحكيمة لباني المغرب الجديد صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يحمل لواء اعلاء صروح الوطن بالمبادرات الكبرى وأوراش الاصلاح والتنمية البشرية والنهضة الشاملة والمستدامة للمغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة. وفي إطار الإحتفاء بهذه الذكرى، ستقوم أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، يوم الاثنين المقبل بإقليم تاونات، بتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وكذا وبتوزيع مساعدات اجتماعية وإعانات مالية على عدد من المنتمين لهذه الأسرة. كما يتضمن البرنامج، بحسب بلاغ آخر للمندوبية، زيارة معرض للصور التاريخية بالمتحف الإقليمي 16 نونبر بمدينة تاونات، وكذا وضع الحجر الأساس لبناء الفضاء المتحفي الثقافي والتربوي والاجتماعي لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وتدشين النصب التذكاري المقام بمنطقة "الغديرة الزرقاء" في الطريق الرابطة بين دائرتي تاونات وغفساي بالمكان الذي شهد واحدة من المعارك البطولية التي خاض غمارها جيش التحرير بالشمال إبان فترة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.