عرفت العاصمة الصينية مؤخرا عدة أنشطة وفعاليات للتعريف بثقافة المغرب ووجهاته السياحية المتميزة، لقيت استحسانا بالغا من قبل العديد من الفعاليات الصينية الحاضرة، والتي مثلت رجال السياسة والأعمال والثقافة. ففي سياق الترويج لوجهة المغرب السياحية، نشط سفير صاحب الجلالة السيد جعفر حكيم لعلج ورشة عمل مع ما يزيد عن 40 مسؤولا بوكالات الأسفار الصينية وفاعلين ومستثمرين في القطاع السياحي تطرق فيها الى سياسة المغرب السياحية والتحفيزات الممنوحة للاستثمار في القطاع. وأبرز السيد لعلج أن قطاع السياحة المغربي مستعد منذ مدة لاستقبال السياح الصينيين حيث بذلت مجهودات سواء في ما يتعلق بتكوين المرشدين السياحيين، أو إحداث مطاعم خاصة داخل الفنادق المصنفة لتقديم الوجبات الصينية وكذلك أقلمة العاملين في القطاع مع رغبات وأذواق السياح الصينيين وخصوصياتهم، والمسارات السياحية التي يفضلونها. ودعا وكالات الأسفار الصينية الى الدخول في شراكات بناءة مع نظيرتها المغربية لتسهيل التدفقات السياحية، معربا عن أمله في أن يتم خلال السنوات القليلة المقبلة تجاوز مشكل غياب خط جوي مباشر بين البلدين وهو الأمر الذي سيسهل بدرجة كبيرة التدفقات الصينية نحو المغرب. وأكد السيد لعلج من جهة أخرى أن قطاع السياحة المغربي يعرف طفرة هامة بفعل المشاريع الضخمة المنجزة والجاري إنجازها في إطار "رؤية 2010"، والتي تهدف إلى الوصول إلى عشرة ملايين سائح من ضمنها سبعة ملايين سائح دولي، وإنجاز 160 ألف سرير. وأشار الى أن مجموع الاستثمارات المنجزة لهذا الغرض تتراوح بين 8 و 9 ملايير أورو تشمل تهيئة المحطات الشاطئية الجديدة في كل من السعيدية والجديدة والعرائش وغيرها. وقال إن "رؤية 2010" تهدف إلى مضاعفة الطاقة الإيوائية ثلاث مرات وإعادة التوازن للمنتوج السياحي المغربي، وتكوين 70 ألف مهني في مختلف المهن الفندقية، ومضاعفة العرض من حيث مقاعد النقل الجوي، ثم تبني تسويق عصري من خلال الشراكة مع مجموعات تنظيم الأسفار والمهنيين والجهات. وأشار من جهة أخرى الى أن قطاع السياحة المغربي يحقق نتائج مرضية إذ تفيد آخر الأرقام الرسمية لشهر أبريل الماضي أن المبيتات المسجلة بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة عرفت ارتفاعا نسبته 5 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية. وينضاف هذا النشاط الترويجي لوجهة المغرب السياحية لآخر مماثل شهدته دار المغرب في بكين في 19 يونيو عبارة عن يوم ثقافي بمشاركة فرقتي "كناوة بامبارا" برئاسة المعلم عبد النبي وفرقة الموسيقى الأندسية برئاسة زبيدة الإدريسي، حيث شنفتا الأسماع بألحان ورقصات مغربية أصيلة، ورحلتا بالحاضرين وغالبيتهم من رجال السياسة والاقتصاد والثقافة الصينين إلى عوالم سحرية من الموسيقى والإبداع. ومن جهة أخرى، وعلى هامش الدورة السادسة لمعرض بكين الدولي للسياحة والسفر الذي نظم نهاية الأسبوع، شارك المكتب الوطني المغربي للسياحة بوفد ضم ممثلين عن المكتب وفاعلين فندقيين ووكالات أسفار وممثلين للمرشدين السياحيين، وكانت مناسبة للقاء بنظرائهم الصينيين وبحث فرص وامكانيات الشراكة لتطوير وجهة المغرب السياحية في السوق الصيني الضخم الذي يصدر حاليا إلى الخارج أكثر من 25 مليون سائح سنويا ويتوقع أن يصل هذا العدد إلى أكثر من 100 مليون سائح بحلول عام 2020. وقد أقامت السفارة المغربية حفل شاي في الجناح المغربي بالمعرض كان مناسبة للزوار وغالبيتهم من مهنيي السياحة والأسفار من التواصل مع نظرائهم المغاربة والاطلاع على الفرص والإمكانيات التي تتيحها وجهة المغرب السياحية. يذكر أن السوق السياحي الصيني يمثل حاليا وجهة رئيسية لاهتمام السلطات السياحية المغربية بالنظر لإمكانياته الكبيرة كسوق مصدرة للسياح، وقد تم تعيين مندوب للمكتب في بكين ووضع استراتيجية وبرنامج تسويقي يهدف إلى استقطاب مزيد من السياح المغاربة.