أكد الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة السيد نزار بركة، اليوم السبت بالقنيطرة، أن اقتحام المرأة للقطاع التعاوني منح الحركة التعاونية المغربية ميزة خاصة تتمثل في بروز قطاعات جديدة وواعدة. وأوضح السيد بركة، خلال لقاء إعلامي وطني نظمه مكتب تنمية التعاون احتفالا باليوم العالمي للتعاونيات تحت شعار" المقاولة التعاونية تمنح سلطة القرار للنساء"، أن دخول المرأة المغربية للقطاع التعاوني منحها فرصة الانفتاح على محيطها والتعبير عن قدراتها في التدبير وصنع القرار وسلطة اتخاذه. وأشار السيد بركة، خلال هذا اللقاء الذي نظم بشراكة مع ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن وتعاونية (حليب الأفضل) بالقنيطرة، إلى المكانة التي تبوأتها المرأة المغربية من خلال اندماجها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا وثقافيا، وكذا الانعكاسات الايجابية التي سجلها اندماجها الاقتصادي على مستوى سلطة القرار الميكرو-اقتصادي ومردوديته على الحياة الأسرية ماديا ومعنويا. وأضاف أن التعاونيات النسوية بالمغرب حققت نجاحا كبيرا سواء من حيث تنوعها القطاعي أو من حيث انتشارها المجالي، إذ انتقلت نسبتها داخل النسيج التعاوني المغربي من 14ر2 بالمائة سنة 1995 الى 5ر12 بالمائة سنة 2010. وأكد الوزير أن هذا التطور الهام الذي سجلته التعاونيات النسائية هو جزء من التطور الذي شهدته الحركة التعاونية المغربية في السنوات الأخيرة، حيث بلغ العدد الإجمالي للتعاونيات بالمغرب 7 آلاف و140 تعاونية تضم في عضويتها أكثر من 361 ألف و600 متعاونا ومتعاونة، موزعة على مختلف القطاعات وموفرة أكثر من 320 ألف منصب شغل في إطار التشغيل الذاتي وأكثر من 23 ألف منصب شغل مأجور وقار. وذكر السيد بركة بمجموعة من المبادرات التي قامت بها الوزارة من أجل تجاوز المعيقات التي لازلت تثقل وتيرة التطور الحاصل بالرغم من ايجابيته، منها على الخصوص تعديل قانون التعاونيات بإدخال مقتضيات جديدة تسرع وتبسط مسطرة التأسيس وتضبط أسس الحكامة الجيدة وتهيكل القطاع التعاوني بشكل يجعله يستجيب أكثر لمتطلبات الظرفية الاقتصادية والاجتماعية. من جانبه، أكد ممثل الجامعة الوطنية للتعاونيات السيد بوشعنانة الشرقاوي أن التعاونية حققت للمرأة القروية خصوصا حضورا بارزا في المجال التنموي ومنحتها استقلالية وسلطة اتخاذ القرار والمشاركة وتحمل المسؤولية. ونوه السيد الشرقاوي بالمجهودات التي تقوم بها السلطات العمومية وهيآت المجتمع المدني من أجل ترسيخ قيم التعاون والتضامن وإرساء مؤسسات تعاونية قادرة على رفع تحديات الفقر والبطالة والتهميش. وتم بهذه بالمناسبة تكريم تعاونية (الحليب الأفضل) بالقنيطرة وتعاونية (المرجة الزرقاء) للصيد البحري التقليدي بمولاي بوسلهام وتعاونية (الكرم) لصنع الحلويات. كما توج هذا الحفل، الذي حضره على الخصوص والي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل اقليمالقنيطرة السيد عبد اللطيف بنشريفة وممثلو التعاونيات، بتوقيع اتفاقية شراكة بين مكتب تنمية التعاون ووكالة التنمية الفلاحية تتمحور حول تظافر الجهود من أجل دعم الحركة التعاونية المغربية في سياق مخطط المغرب الأخضر.