12-2009 تحولت أغلب أحياء بيروت منذ بزوغ شمس يوم الأحد إلى ملاعب للعدو والركض فخرج الجميع يركض في (ماراطون بيروت) تحت شعار (صار وقت أركض - أصبح الوقت متاحا للركض ). ومنذ الساعات الأولى من الصباح انطلقت سباقات الماراطون التظاهرة السنوية التي تنظمها جمعية بيروت للماراطون للسنة السابعة على التوالي والتي تأمل في أن تصبح موعدا سنويا يستقطب الاهتمام عربيا ودوليا. وفضلا عن الركض والتقاء اللبنانيين (حيث قدر عدد المشاركين في كل السباقات - الرسمية وسباقات المرح - بأكثر من 31 ألف فردا من لبنان والخارج من نحو 70 بلدا) استمتع سكان العاصمة خاصة المناطق، التي مر منها السباق بكل فئاته بنصف يوم غير عادي بعيدا عن ضوضاء وأبواق السيارات والعربات وأزمة السير التي لا تزيدها الأيام إلا استفحالا. وبدت أغلب شوارع بيروت خاصة في وسط العاصمة وشوارع الحمراء والمناطق المجاورة التي شهدت مرور المتسابقين خالية من السيارات في منظر لا يمكن مشاهدته إلا نادرا وزاد المطر الخفيف الذي كان يتساقط قطرات ذلك المنظر جمالا. وتركت السيارات ومختلف العربات التي ضاقت بها شوارع بيروت للناس من مختلف الأعمار صغارا وكبارا أطفالا وشيوخا المجال لممارسة الركض وقضاء ساعات من الإنشراح بعيدا عن هموم الحياة و " صداع" السياسة كما قال أحد المشاركين الستيني وهو يتناول قنينة مياه من أحد المتطوعين الشباب الذين استنفروا هذا اليوم للإسهام في إنجاح هذه التظاهرة. وشارك اللبنانيون في ركضهم السنوي أيضا هواة هذه الرياضة من الأجانب المقيمين في لبنان ومن مختلف الأعمار حيث اختلطت الشوارع بقوافل المتنافسين فكان الطفل الصغير الذي لم يتجاوز الأربع سنوات إلى جانب والديه وقربه شيخ تجاوز السبعين يجهد نفسه لمواصلة المشوار. واستنفر الجميع وتطوع لإنجاح التظاهرة من جمعيات شبابية ومجموعات فنية حرصت على تنشيط السباقات من خلال عزف مقطوعات موسيقية في تقاطع بعض الشوارع للتأكيد على أن الرياضة تجمع الناس لا فرق بين هذا أو ذاك. ومن أجل تشجيع الناس على الالتقاء بعد مدة من الجفاء والتباعد وممارسة الرياضة التي ترمز إلى التقارب والتوحد والتسامح شارك في ماراطون هذه السنة رئيس الحكومة اللبنانية الشاب سعد الحريري إلى جانب عدد من وزراء حكومته في سابقة في لبنان تبرز مستوى الاستقرار الذي وصله البلد في ظل أجواء التوافق التي تظلل البلاد منذ أكثر من سنة. وفي تصريحات صحفية قال الحريري الذي شارك في سباق 10 كلم الذي برمج ضمن سباق الماراطون (195ر42 كلم )، الذي أعطى إشارة انطلاقته الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، والذي عرف سيطرة إثيوبية إنه يعلم أنه لن يفوز بالسباق لكن " الأهم هو تشجيع اللبنانيين على الاجتماع ولا شيء أفضل من الرياضة لجمعهم " مضيفا "لبنان يجب أن يكون الوجهة الرياضية للعالم العربي". أما الرئيس سليمان فقال للصحفيين بأن الماراطون أصبح ظاهرة حضارية صحية في لبنان يجمع الشباب والشابات بروح رياضية. وهذا هو السباق السابع الذي تنظمه جمعية ماراطون بيروت التي يعمل فيها 12 شخصا بدون انقطاع طوال العام وتضم شبكة فريق عملها مئات الأشخاص يتوزعون بين المتطوعين ورجال الأمن والصليب الأحمر والمشجعين وأعضاء المنظمات غير الحكومية. وكان ضيف شرف السباق هو العداء الكيني بول تيرغات (40 عاما) حامل الرقم القياسي العالمي للماراطون بين عامي 2003 و2007 والحائز على عدة ألقاب عالمية خاصة في العدو الريفي . وتضمن السباق مسارا للمحترفين (195ر42 كلم) ومسارا للمتعة والمرح (10 كلم) ضم عددا كبيرا من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة وشاركت فيه كل شرائح المجتمع.