تم الاتفاق خلال نهاية الأسبوع الفارط على تطوير العلاقة التي تجمع بين مدينتي الداخلة وكريل الفرنسية ،الواقعة على بعد 50 كيلومتر شمال باريس ،والمرتبطتين مسبقا باتفاقية للتعاون اللامركزي ، على الرقي بعلاقاتهما الى مستوى التوأمة. وهكذا ، قام عمدة كريل السيد جون-كلود فيلمان ورئيس المجلس البلدي للداخلة، السيد صالوح الجماني بالتوقيع على اتفاقية التوأمة بحضور، على الخصوص، القنصل العام للمغرب ببونتواز السيد سعيد لهميري وممثلي سفارة المغرب بباريس. وينص الاتفاق على تعزيز التعاون الثقافي وتبادل الأنشطة المتعلقة بالشباب بين المدينتين. كما يشكل نقطة انطلاق للمهرجان الدولي للشباب، المزمع تنظيم دورته الأولى خلال يوليوز المقبل بالداخلة. وفي كلمته خلال الحفل الرسمي، الذي شارك فيه ممثلو مدينتي الداخلة وكريل ، عبر االسيد جون-كلود فيلمان عن ارتياحه لتوقيع هذه الاتفاقية التي قال أنها تعد "ثمرة تحركات مكثفة ومبادلات مكنتنا من اعتماد سياسة حقيقية للتعاون اللامركزي" . وأشار إلى أنه خلال زيارته للداخلة في أكتوبر 2009، سنحت له الفرصة لتحديد العديد من قنوات التفكير والعمل"، مشيرا إلى أن "الثقافة واللغة الفرنسية والتربية والمواطنة والعمل الاجتماعي، تعد مجالات للتعاون يتعين تطويرها لخدمة سكان المدينتين". وأوضح المسؤول الفرنسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه سجل خلال زيارته للداخلة "دينامكية جد قوية للنهوض، على الخصوص، بمجالات التعمير والسكن والتنمية الاقتصادية". وعبر عن أمله في أن "تمتد هذه الاتفاقية التي تمثل الكثير من الأمل والصداقة، لحقبة طويلة "، على غرار اتفاقيات التوأمة المبرمة بين كريل ومدن باندل(بريطانيا) ومارل(ألمانيا) وكورسو(بولونيا). ونوه السيد فيلمان أيضا بمبادرة مدينة الداخلة الرامية إلى تنظيم الدورة الأولى لمهرجان الشباب ووعد بأنه لن يدخر جهدا من أجل دعمه.من جهته، أشاد السيد الجماني بالتوقيع على الاتفاقية ، متوجها بالشكر لعمدة كريل على حماسه ودعمه لمشروع المهرجان،كما شكر ممثلي المدن المتوأمة على قبولهم الدعوة للمشاركة في هذا المهرجان. وبعد أن أبرز انفتاح سكان الداخلة والمغاربة بصفة عامة على مختلف الثقافات ، أكد السيد الجماني بأن "المدنية ومنتخبيها سيكونون جد فخورين لاستقبال وفود المدن التي عقدت توأمة مع كريل ولن يدخر جهدا في توفير مقام طيب لهم بالداخلة " من جانبه، عبر القنصل العام للمغرب بالبنتواز عن ارتياحه لعقد هذه التوأمة وبمبادرة السيد فيلمان منح مدينة الداخلة شرف لقاء المدن التي عقدت توأمة مع كريل. وشدد على أهمية هذا "الطموح المشترك" لمدينة الداخلة وكريل بالنظر إلى "علاقة الصداقة العميقة والمتميزة التي تجمع المغرب وفرنسا". وأضاف أن "العلاقات التي تجمع البلدين كانت دائما قوية، غير أنها اليوم تتعزز بشكل أكبر، واتفاقية التوأمة بين الداخلة نموذج صريح في هذا الاتجاه "، ودعا الجانبين إلى مواصلة التعاون في مجالات ذات الاهتمام المشترك. من جهة أخرى، أكد القنصل العام أن "المغرب سيكون معتزا بأن يحظى بشرف احتضان و استقبال هذا المهرجان الشبابي الكبير بالداخلة". وخلفت هذه المبادرة ، التي ستجمع بالداخلة حوالي 70 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 20 سنة، ارتياحا لدى عمد وممثلي المدن المتوأمة الذين أكد غالبيتهم مشاركتهم في هذه التظاهرة. وهكذا،أشاد وفد فلسطيني يمثل مدينة بيت لحم و مخيم قدورة (الضفة الغربية) بهذه المبادرة التي أطلقها عمدة مدينة الداخلة، مؤكدا بأن من شأنها أن تفك الحصار المفروض على الفلسطينيين. و سيتم تنظيم هذا المهرجان الذي كان مقررا مبدئيا في شهر فبراير الماضي في شهر يوليوز المقبل وذلك بطلب من الوفد الفلسطيني. وتعد كريل التي تقع بين مقاطعة ويز و منطقة بيكاردي مدينة صناعية متعددة الإثنيات يتواجد عدد من أبناء الجالية المغربية . ويضم مجلس المدينة ستة مستشارين من أصل مغربي من بينهم نائب العمدة حسن بعادي والمستشار المكلف بالتعاون اللامركزي ومحمد أسماتي اللذين أكدا على الآفاق الواعدة التي تمنحها هذه التوأمة مع مدينة الداخلة.