نوه ممثلو 13 قبيلة صحراوية مستقرون بأوربا، أمس الأحد، بالإجماع بالخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال34 للمسيرة الخضراء، مجددين تعبئتهم الكاملة لتفعيل مضامينه. وقد لقيت دعوة جمعية القبائل الصحراوية بأوربا لتنظيم وقفة بمانت-لا-جولي (بضواحي باريس) استجابة كبيرة، وشكلت بالنسبة لهم مناسبة للتأكيد مجددا على تعلقهم الراسخ بمغربيتهم وبالوحدة الترابية للمملكة وثوابتها المقدسة.
وأكد المشاركون في هذا اللقاء، الذي تميز بحضور وازن للشباب والأقل شبابا أيضا، أنهم استقبلوا بارتياح، الخطاب الملكي الذي أكد فيه جلالة الملك أنه "لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع" في مجال المواطنة.
وأكدوا أن "الخطاب الملكي يمثل بالنسبة لنا بلسما يثلج صدورنا، ويدعمنا في مسيرتنا". وأعربوا عن ارتياحهم لكون هذا الخطاب يفصل البذرة الطيبة عن الطفيليات" ويقطع مع مؤامرات بعض الأشخاص الذين يستغلون مناخ الحرية السائد بالمغرب من أجل التآمر مع أعداء الوطن.
وفي معرض استحضارهم لمختلف الخطوات التي تضمنها الخطاب الملكي، ثمن المتدخلون عاليا المبادرة الملكية الرامية إلى استفادة الأقاليم الصحراوية من الأولوية في مسلسل الجهوية المتقدمة، مع جعل هذه الأقاليم نموذجا للتمركز والحكامة الجيدة المحلية.
وعلى إيقاعات الهتافات بشعار "نعم للحكم الذاتي"، أكد المشاركون في الندوة مجددا دعمهم للمبادرة المغربية لمنح حكم ذاتي لأقاليم الجنوب في إطار سيادة المملكة واحترام وحدتها الترابية، وهو حل "سيضع حدا لهذا المشكل وفقا لمبدإ "لاغالب ولامغلوب".
وأضافوا أن هذا الحل من شأنه وضع حد ل`"معانات مواطنينا بمخيمات تندوف" وفتح آفاق جديدة أمام اتحاد المغرب العربي.
وثمنوا أيضا عاليا مشروع إعادة هيكلة المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية ومراجعة مجال عمل وكالة تنمية الأقاليم الصحراوية، معبرين عن الأمل في رؤية شباب أعضاء في جمعيتهم ممثلون أكثر في الهيكل الجديد للكوركاس.
وانتهز المتدخلون هذه المناسبة لإدانة بشدة تصرفات المدعوة أميناتو حيدر، مشيرين إلى أن المعاملة التي حظيت بها بمطار العيون معاملة "إنسانية صرفة" بالنظر إلى أن احترام حقوق الإنسان بالمغرب يعد خيارا لامحيد عنه.
وأعرب المتدخلون عن أسفهم لاستمرار أمينتو حيدر في إنكار انتمائها لوطنها الذي منحها كامل حقوقها، معتبرين أن "أي شخص تصرف مثلها يستحق الترحيل".
ويتفق السيد علوات، عضو قبيلة ازركيين التي تنحدر منها أميناتو حيدر، مع هذا الرأي، بل أنه حرص على التأكيد بأن هذه السيدة "لا تمثل سوى نفسها".
وقال في هذا الصدد "قبيلتنا معروفة على مر التاريخ بوفائها وولائها لملكها ووطنها ولا تدخر أي جهد في الدفاع عنهما".
وأشار السيد لحسن لطيف رئيس جمعية القبائل الصحراوية بأوربا إلى أن أمينتو حيدر "دمية تدعي أنها ضحية وتستعمل هذا الوضع كأصل تجاري"، مضيفا "لم يسبق لي أن سمعت أمينتو حيدر تدافع عن النساء والأرامل والأطفال المحتجزين في مخيمات تندوف".
من جهته، ذكر السيد نافع احميدوش أن أمينتو حيدر لم تقم يوما بإدانة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي يرتكبها يوميا الانفصاليون بالمخيمات"، مستعرضا في هذا الصدد الإعدامات والتعذيب التي شهدتها أماكن مثل الربوني وريغ الشايب ولامتامير وغويرت الدياب".
وبالنسبة للحسن مهراوي الناطق الرسمي باسم جمعية القبائل الصحراوية بأوربا فإن أمينتو حيدر "شخص تبرأ من وطنه ومن أسرته" مضيفا "كل أفراد أسرتها مغاربة ويعيشون بالمغرب، وهم بدورهم يدينون تصرفات ابنتهم الضالة" .
وأكد أنها "تريد أن تحقق شهرة عالمية عن طريق خيانة بلدها الذي منحها كل حقوقها المدنية، بما في ذلك جواز السفر الذي مكنها من السفر عبر العالم لتشويه صورة المملكة".
وتساءل في هذا الإطار "كيف يمكن لهذه المرأة التي تدعي أنها مناضلة حقوقية أن تتمكن بمفردها من تمويل تنقلاتها في الخارج، إذا لم يكن ذلك عن طريق كرم البترودولار الجزائري".
ودعا السيد مهراوي إلى عدم إعطاء هذه القضية بعدا لا تستحقه، موضحا أن الهدف الوحيد لأمينتو حيدر يتمثل في أن يتم الحديث عنها وأن تحاول أن تظهر كبطلة في وسائل الإسرائلية القريبة من البوليساريو".
وشاطر عدد من المتدخلين آراء السيد مهراوي بالتأكد على التزامهم الدفاع عن مغربية الصحراء ودعم مخطط الحكم الذاتي.
وفي نهاية هذا التجمع تمت تلاوة برقية مرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس، جدد فيها أعضاء جمعية القبائل الصحراوية بأوربا، والمشاركون في هذا اللقاء ولائهم للعرش العلوي المجيد، كما جددوا التأكيد على تعبئتهم المتواصلة للدفاع عن وحدتهم الترابية ضد مؤامرات أعداء الأمة" .