دعا المشاركون في يوم دراسي حول "الصحافة الوطنية : الشاملة والسياسية"، اليوم الخميس بالدار البيضاء، إلى التفكير في طرق مبتكرة لدعم مؤسسات الصحافة المكتوبة حتى تنتقل من مؤسسات إعلامية إلى مقاولات اقتصادية ذات مردودية ووزن في النسيج الاقتصادي الوطني. وشدد المشاركون على أنه لا يمكن الحديث عن مستقبل الصحافة الوطنية المكتوبة دون التأكيد على ضرورة انخراط الجسم الصحفي كاملا في تدبير المقاولة الصحفية، داعين إلى العمل على تحسين الشروط المعنوية والمادية للعاملين في القطاع. وأكد المنسق العام للحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع جمال الدين الناجي، خلال افتتاح أشغال هذا اليوم الدراسي، أن التحديات التي باتت تواجهها الصحافة المكتوبة (الصحافة الإلكترونية وضعف المبيعات وتراجع معدلات المقروئية) تفرض عليها اعتماد طرق جديدة في التدبير لضمان جودة المنتوج انطلاقا من وعيها بذاتها كمقاولة اقتصادية لها نظامها الخاص في التدبير. وأضاف الناجي أن المقاولة الصحفية مدعوة حاليا إلى الرفع من أدائها الاقتصادي دون أن تتخلى عن أدوارها التقليدية في الإعلام والتثقيف والترفيه. ومن جهته، أوضح عبد الصمد الديلمي رئيس (مجموعة إيكوميديا) أن هذا الحوار يشكل مرحلة هامة في حياة الصحافة الوطنية، ومن شأنه أن يسهم في بناء علاقات واضحة وشفافة بين الفاعلين السياسيين ووسائل الإعلام خاصة المكتوبة منها، مشيرا إلى أن حرية التعبير يجب أن تكون دائما مضمونة ومكفولة فضلا عن ضمان المردودية الاقتصادية للمقاولة الصحفية. أما مدير نشر صحيفة (الأيام) نور الدين مفتاح فأكد أن تعزيز المردودية الاقتصادية يمر عبر تقوية الموارد المالية للمؤسسات الصحفية بتمكين الصحافة المكتوبة من الاستفادة من حصة مهمة من سوق الإشهار بالمغرب. من جانبه، أبرز مدير صحيفة (الحياة الجديدة) محمد حفيظ أن تنويع الموارد المالية للصحافة المكتوبة وتعزيزها يعد قضية أكثر من ملحة على اعتبار أن الصحافة المكتوبة ليست فقط مجالا للإنتاج الفكري والاجتماعي بل مؤسسة ذات بعد اقتصادي ولها موقعها في السوق الوطني، داعيا في هذا الاتجاه إلى تشجيع القراءة من خلال خطة جماعية تدمج فاعلين مؤسساتيين عموميين وفاعلين من القطاع الخاص والمجتمع المدني. واعتبرت النائبة البرلمانية عضو التنسيقية العامة للحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع بثينة العراقي أن النهوض بالقراءة ينبغي أن يتحول إلى ورش مجتمعي بالنظر لكون الرفع من معدلات المقروئية بالمغرب يعد "مشروعا بنيويا على غرار المشاريع البنيوية الكبرى كبناء الموانئ وإنشاء الطرق السيارة". وأعربت عن الأمل في مواصلة هذا النقاش الوطني بغية تحسيس الرأي العام بأهمية الخدمات التي تقدمها وسائل الإعلام وكذا الأدوار التي تضطلع بها في ضمان حق الجميع في الوصول إلى المعلومة. وشدد خليل الهاشمي مدير يومية (أجوردوي لو ماروك) على ضرورة تمكين الصحافة المكتوبة من دعم مالي أوسع في شكل تسهيلات وإعفاءات ضريبية، ومساهمة الدولة في تدعيم الخدمات الاجتماعية والتكوين داخل القطاع، داعيا إلى رفع ما أسماه اللبس القائم في العلاقة بين المعلن ووكالات الإشهار ووسائل الإعلام.