يحتضن المغرب السنة القادمة أشغال الدورة الثانية للندوة الدولية حول موضوع "ديناميات هجرة المغاربة في الاتحاد الأوروبي وإسبانيا". فقد تمت الموافقة بالإجماع، خلال أشغال الدورة الأولى لهذه الندوة التي احتضنت أشغالها مدينة إشبيلية (الأندلس) خلال الأسبوع الجاري، على مبادرة الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج باستضافة الرباط للدورة الثانية خلال السنة القادمة.
وتناول المشاركون في هذه الندوة الدولية، التي نظمت بمقر مؤسسة الثقافات الثلاث بالعاصمة الأندلسية، بمشاركة العديد من الأكاديميين والمتخصصين والخبراء بضفتي مضيق جبل طارق، عدة قضايا تتعلق بالهجرة وبالواقع الحالي للمهاجرين المغاربة بجهة الأندلس.
كما ناقشوا وضعية الحركة الجمعوية المغربية في الأندلس وكيفية تعزيز التعاون في مجال الهجرة في إطار الحوار الأورو- متوسطي مع تقييم شامل لسياسات الهجرة في بعض الدول الأوروبية.
وتناولت المداخلات تأثير الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر منها إسبانيا حاليا على المهاجرين المغاربة، مشيرة إلى اهتمام جميع الفاعلين بموضوع الهجرة بشكل عام والهجرة المغربية على وجه الخصوص.
كما تميز هذا اللقاء بتقديم كتاب بعنوان "المغاربة في الأندلس: أنماط الهجرة وظروف المعيشة" الذي يعتبر جزءا من مشروع أبحاث وضعته مؤسسة الثقافات الثلاث ومركز الدراسات الأندلسية والإدارة العامة لتنسيق سياسات الهجرة في الحكومة المستقلة للأندلس.
وشكل هذا اللقاء، الذي تميز بحضور مديرة مؤسسة الثقافات الثلاث إلبيرا سان خيرونس والمديرة العامة لتنسيق سياسات الهجرة في الحكومة المستقلة للاندلس روثيو بلاثيوس دي آرو ومدير مركز الدراسات الأندلسية ديميترو برثو والقنصل العام للمملكة بإشبيلية محمد سعيد ذو الفقار، مناسبة للتعريف بظاهرة هجرة المغاربة في اتجاه إسبانيا وأوروبا، وبحث التطور الذي يشهده هذا الواقع الاجتماعي.
كما بحث المشاركون في هذه الندوة، التي نظمت يومي 14 و15 يونيو الجاري، ديناميات الهجرة المغربية في إسبانيا وظاهرة الهجرات الدولية والمتوسطية بالاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تقييم سياسات الهجرة في السياق الأوروبي.
وقد انعقدت هذه الندوة في إطار سلسلة من الأنشطة الثقافية المخصصة للمغرب بإشبيلية، بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط وبتعاون مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج تحت شعار "المغرب في ثلاث ثقافات".
وتتضمن هذه السلسلة من الأنشطة، التي تتوخى تعزيز التقارب بين المجتمعين المغربي والاسباني وتقريب "الجمهور من الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في المغرب"، العديد من الأنشطة الثقافية المخصصة للمغرب.
ولهذا الغرض، أعدت اللجنة المنظمة برنامجا غنيا يمتد خلال الفترة على ما بين شهري يونيو الجاري وأكتوبر القادم، ويتضمن بالخصوص تنظيم ندوات ومعارض وعروض أزياء وحفلات موسيقية ومسابقات في الطهي.
كما تتضمن هذه التظاهرة المخصصة للمغرب عرض أفلام مغربية ما بين شهر يونيو الجاري ويوليوز القادم في إطار برنامج مؤسسة الثقافات الثلاث "سينما يوم الثلاثاء".
ويحظى موضوع المرأة المغربية والمنجزات التي حققتها أحد محاور برنامج هذه التظاهرة الثقافية المغربية - الاسبانية من خلال تنظيم لقاءات وندوات تتناول مختلف جوانب قضايا المرأة المغربية المعاصرة وتطور مشاركتها في عالم الشغل والأعمال وأدوارها في النهوض بالمجال الفني بالمملكة.
وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث، التي تأسست سنة 1998 في إشبيلية، منتدى تم إحداثه على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار ويتمثل هدفه الرئيسي في تعزيز التواصل بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط.
كما تعد هذه المؤسسة، التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس، إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورو- متوسطي.