استقبلت رئيسة الكونفدرالية السويسرية السيدة دوريس لويتار رئيس مجلس النواب السيد عبد الواحد الراضي، الذي يقوم بزيارة لسويسرا ما بين 14 و16 يونيو الجاري بدعوة من رئيسة المجلس الوطني السويسري، والتي أجرى خلالها محادثات مع عدد من البرلمانيين والمسؤولين السويسريين. وأوضح بلاغ لمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، أن السيدة لويتار أعربت خلال هذا الاستقبال عن ارتياحها للعلاقات الجيدة القائمة بين المغرب وسويسرا وتطلعها إلى تقويتها بشكل أكبر وتشجيع المبادلات التجارية بين البلدين. وبهذه المناسبة، أشادت السيدة لويتار بالمؤهلات الاقتصادية والسياحية للمغرب وأعربت عن دعمها له في مشاريع التنمية والإصلاح، معتبرة المملكة نموذجا متميزا للانخراط في دينامية الحداثة مع المحافظة على تراثها وهويتها الوطنية. من جانبه، أبرز السيد الراضي التحولات التي يعرفها المغرب والأوراش الإصلاحية التي يشهدها في مختلف الميادين بهدف ضمان التنمية الشاملة وتحديث مؤسساته وتأهيل اقتصاده وبنياته الاجتماعية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما أكد رئيس مجلس النواب على المكانة الخاصة للمغرب على الصعيد الجهوي، اعتبارا لموقعه الاستراتيجي وثقله التاريخي وتميز هويته وانفتاحه وتشبثه بقيم التسامح والاعتدال والحوار بين الحضارات والثقافات وعمله من أجل السلم والأمن العالميين. وجدد خلال هذا اللقاء التعبير عن الاعتزاز بالمستوى الجيد للروابط القائمة بين البلدين والتطلع إلى الارتقاء بها في مختلف القطاعات، مذكرا بالروابط الاستراتيجية القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والتي توجت بمنح المغرب وضعا متقدما في علاقته بالاتحاد، مما يؤكد متانة الروابط السياسية والاقتصادية الثنائية التي لا تقوم فقط على المصالح الاقتصادية المشتركة، بل كذلك أساسا على التشبث المشترك بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. من جهة أخرى، أشار البلاغ إلى أن السيد الراضي أجرى، خلال هذه الزيارة التي يرافقه خلالها نائبه الثاني السيد نور الدين مضيان، مباحثات مع رئيسة المجلس السويسري همت السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون والصداقة بين البلدين على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف وتبادل التجارب والخبرات. وأضاف أن رئيس المجلس أبرز خلال هذه المباحثات الإصلاحات والأوراش التنموية التي يعرفها المغرب في مختلف الميادين من أجل التأهيل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتعميق الديمقراطية. وحسب البلاغ، أجرى السيد الراضي مباحثات مع مكتب المجلس الوطني السويسري تم خلالها تأكيد الارتياح للمستوى الجيد للعلاقات بين البلدين وضرورة تقويتها على الصعيد الثنائي وفي إطار المنظمات الدولية والجهوية. وذكر رئيس مجلس النواب في هذا اللقاء بثوابت السياسة الخارجية للمغرب القائمة على الانفتاح والتسامح والحوار، والعمل على ترسيخ السلام والأمن في المنطقة المتوسطية وعلى الصعيد العالمي، فضلا عن التشبث بمبادئ القانون الدولي. كما قدم شروحات حول مسلسل استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية اعتبارا لحقوقه التاريخية وفي إطار الشرعية الدولية، وحول أسباب وخلفيات النزاع المفتعل حول هذه الأقاليم، وأبعاد ومضمون المقترح المغربي الرامي إلى منح هذه الأقاليم حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة المغربية. من جهته، أكد الجانب السويسري أنه يتابع باهتمام خاص المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي الموسع للأقاليم الجنوبية، وكذا بتقدير كبير الإصلاحات الكبرى والدينامية التي يشهدها المغرب في عدد من الميادين، معربا عن اعتزازه بالروابط الجيدة بين البلدين مع تأكيد الإرادة على تقويتها. كما أجرى السيد الراضي مباحثات مع مسؤولين من وزارة الشؤون الخارجية السويسرية أكد خلالها الجانبان تطابق مواقفهما بشأن العديد من القضايا الجهوية والدولية، خاصة الوضع في الشرق الأوسط والتطورات الأخيرة في المنطقة على إثر العدوان الإسرائيلي على القافلة الإنسانية التضامنية مع غزة، حيث تمت المطالبة بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية حول الحادث ورفع الحصار عن غزة. وجدد رئيس المجلس، حسب البلاغ، بالمناسبة المطالبة بالضرورة المستعجلة لإيجاد حل نهائي عادل لأزمة الشرق الأوسط عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما أكد السيد الراضي خلال هذا اللقاء على تشبت المغرب بقيم التسامح والانفتاح والدعوة للحوار بين الحضارات والثقافات والديانات ونبذ مختلف أشكال التعصب والانغلاق. وقد حضر مختلف هذه المباحثات، حسب البلاغ، سفير جلالة الملك ببرن السيد سعيد بنريان.