أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية "نشرة المنجزات 2009" تقدم تقييما شاملا لحصيلة إنجازات الوزارة خلال سنة 2009. وتضمنت هذه النشرة، التي تقع في 213 صفحة من الحجم الكبير، مقتطفات من خطب أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما زينت بصور لجلالته تبرز أنشطة جلالته الدينية برسم سنة 2009. وجاء في تقديم النشرة أن حصيلة قطاع الأوقاف والشؤون الاسلامية لسنة 2009 "تعتبر جزءا من حصيلة عشر سنوات من العهد المحمدي الزاهر في مجال تدبير الشأن الديني والوقفي"، مشيرة إلى أن هذه السنة تميزت بترسيخ المكتسبات التي تحققت في السنوات الأخيرة، وفق مخطط متكامل ومضبوط يجسد العمق الاستراتيجي للتأهيل والتدبير. وأبرزت النشرة أن الحدث البارز الذي ميز هذه السنة يتمثل في تفعيل خطة ميثاق العلماء بتنسيق تام بين المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وكذا توسيع شبكة المجالس العلمية المحلية ليشمل حضور مؤسسة العلماء جميع أقاليم المملكة، بل يتجاوز حدود الوطن ليشمل الجالية المغربية ببلاد المهجر، تطبيقا للرؤية التي رسمها أمير المؤمنين صاحب الجلاة الملك محمد السادس وحدد معالمها في غمرة الإصلاح الواسع للشأن الديني. وقالت "إنه نهوض فعلي ومتواصل لتطوير طرق التوجيه وأساليب التوعية والإرشاد، مع ما يقتضيه ذلك من تعزيز القدرات الإدارية والموارد البشرية والمادية، وإنهاء أوراش هامة، وانطلاق مشاريع تنموية جديدة، على رأسها مركبات دينية وإدارية وثقافية في عدد من جهات المملكة". وتتضمن النشرة حصيلة المنجزات في مجالات الأوقاف، والشؤون الاسلامية، والمساجد، والتعليم العتيق، والإدارة العامة. ففي مجال الأوقاف، أكدت الوزارة أنها واصلت، في إطار تفعيل خطتها الاستراتيجية للتنمية الوقفية، تدبير شؤون الأوقاف طبقا لأحدث الطرق وأنجع أساليب الاستثمار، من خلال إحصاء ممتلكاتها والحرص على صيانتها وتنميتها واستثمارها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتها. وأشارت إلى أن سنة 2009 تميزت بوضع حجر الأساس لبناء مركبين ثقافيين وإداريين بكل من وجدة والدار البيضاء، ووضع حجر الأساس لبناء مركب ديني وإداري بمدينة تارودانت. كما تضمن هذا المجال، على الخصوص، تدبير الأملاك الوقفية واستثمارها، والمعاملات العقارية، وتسير الأملاك الوقفية، والاستثمارات الوقفية والمركبات الثقافية والإدارية للأوقاف. وتطرقت حصيلة الميادين المتعلقة بالشؤون الإسلامية إلى التوعية الدينية والبرامج الإعلامية، والعناية بالقرآن الكريم والتشجيع على حفظه وترتيله، والعناية بالتراث الإسلامي، ومركز التوثيق والأنشطة الثقافية، وتدبير وتنظيم شؤون الحج، والأعمال الاجتماعية. وأشارت الحصيلة، في هذا الصدد، إلى أن الوزارة "واصلت جهودها من أجل نشر المفاهيم الدينية الصحيحة، وخدمة الثقافة الإسلامية الهادفة إلى تزويد المواطنين بالعلم والمعرفة، وتعميق الحس الوطني والوعي الإسلامي في نفوسهم". ومما جاء في النشرة إنه "نهوض فعلي متواصل بأمانة التوجيه والدعوة إلى مبادئ الفضيلة والنزاهة والعدالة، وحضور قوي وفاعل لتخليق الحياة العامة وتوفير الأمن الروحي والاطمئنان النفسي، من خلال خطاب ديني متمسك بالثوابت والمقدسات، ومتجاوب مع منافع التحديث والتطوير في توافق تام مع القيم والأخلاق المستمدة من مبادئ الدين الاسلامي الحنيف". وفي ما يتعلق بالمساجد، تم التطرق إلى العمل القائم على تدبير المساجد، وحديث عن اللقاء الأول للعالمات والواعظات والمرشدات، وخطة التدبير المحلي للشأن الديني. وأبرزت الوزراة أنها واصلت خلال سنة 2009 تنفيذ خطة الارتقاء بالمساجد، رسالة وموقعا، خصص لها غلاف مالي قدره 98ر1135 مليون درهم. وبخصوص التعليم العتيق، أكدت النشرة أنه انسجاما مع توصيات المجلس الأعلى للتعليم، وتجسيدا لمقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين الداعية إلى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الكفيلة بإدماج التعليم العتيق في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين، أنجزت الوزارة عدة أنشطة تربوية متكاملة تروم تأهيل هذا التعليم وتحسين منظومته التربوية. أما على مستوى الإدارة العامة، فأشارت النشرة إلى أن الوزارة واصلت سياستها المبنية على توسيع قاعدة التدبير المحلي وملاءمة مصالحها اللاممركزة مع التقسيم الترابي للمملكة، تدعيما لسياسة القرب ومفهوم التدبير المندمج للشأن الديني وفق منظور شمولي ومتكامل.