(من مبعوث الوكالة نورالدين الزويني) من على منصبة نصبت في ساحة "باب المكينة" التاريخية، التي تحتضن أمسيات فنية لكبار الفنانين العالميين طيلة أيام مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، خرج مساء أمس الأربعاء نداء من أجل السلام في مدينة القدس من خلال سمفونية للموسيقار والمايسترو الإسباني العالمي جوردي سافال، بعنوان "مدينة السلامين، السلام الأرضي والسلام السماوي". من خلال الموسيقى، التي جعل منها مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة لغة عالمية للتخاطب بين الشعوب، غنى جوردي سافال، الذي عينته منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) قبل عامين سفيرا للسلام وأعضاء فرقته المكونة من 45 شخصا، خلال هذا الحفل الذي ترددت أصداؤه قوية بين أسوار هذه الساحة التاريخية، من أجل السلام في المدينة المقدسة بلغات عدة من بينها العربية والعبرية والفرنسية والإنجليزية واليونانية واللاتينية والأرمينية. وكانت منظمة (اليونسكو)، قد عينت الفنان الإسباني الشهير، عازف الكمان الأوسط وقائد الجوقة جوردي سافال، وزوجته المؤلفة الموسيقية مونسرات فيغويراس، فنانين للسلام، "لالتزامهما الموسيقي الاستثنائي لصالح الحوار بين الثقافات وإسهامهما في تشجيع مُثل اليونسكو". ويعتبر جوردي سافال حالة خاصة في المشهد الموسيقى العالمي، حيث دأب منذ 30 سنة خلت، على جعل العالم يكتشف عجائب موسيقية طالها النسيان والإهمال . وفي سمفونية "مدينة السلامين، السلام الأرضي والسلام السماوي " يحمل سافال المستمع لاستكشاف عالم من الأحاسيس والجمال، حيث يحكي بمعية فرقته الموسيقية،التاريخ الموسيقي لمدينة شرقية، هي مدينة القدس، أصل الحضارة الإنسانية، ويعبر عن الأسى الذي يغمر الإنسان "أمام تاريخ هذه المنطقة التي قتلت فيها الشعوب بعضها البعض باسم الدين". هذه السمفونية، التي افتتحت بأصوات النفير بأريحا التي انبعثت من الزوايا الأربع لساحة "باب الماكينة"، تحكي كيف تحولت مدينة القدس المقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث إلى قبلة ل"حجاج من كل نوع"، قدم إليها البعض حاملا راية السلام، بينما جاء إليها البعض الآخر بعساكر لمحاصرتها وإحراقها وتدميرها. وقد وُلد جوردي سافال في عام 1941 في إيغوالادا (برشلونة)، وبدأ مسيرته الموسيقية في سن السادسة، مع دخوله إلى جوقة التواشيح الدينية في مدرسته، قبل دراسة العزف على آلة الفيولونسيل في معهد برشلونة الموسيقي. وعلى إثر اكتشاف العالَم الموسيقي الخاص الذي يميّز نتاج ماران ماريه، المؤلف الموسيقي الفرنسي (القرن السابع عشر)، التحق سافال بمعهد الموسيقى القديمة في سويسرا. ومنذ عام 1974، يشارك سافال في مهرجانات بارزة للموسيقى القديمة عبر أرجاء العالم، برفقة المجموعات الموسيقية الثلاث التي أنشأها وهي "هسبريون 21"، و"لا كابيلا ريال دي"، و"كاتالونيا". وقد ألَّف موسيقى عدة أفلام سينمائية عالمية. وكان الموقع الأثري ل(باب البطحاء) قد شهد، من جهته، حفلا أحيته المغنية والراقصة الهندية بارفاتي باؤول بعنوان "فن الشعراء الصوفيين". وغنت بارفاتي باؤول خلال هذا الحفل مجموعة من القصائد الغنائية، تتسم بخصوصيتها الراقصة والتي تطبع تقاليد الباؤول، وهم الشعراء الغنائيون المتصوفون في البنغال. فهي تغني وترقص وتعزف في نفس الوقت على طبلة بيد وعلى قيثارة باليد الأخرى. وفي إطار "الليالى الصوفية" المنظمة بالموازاة مع هذا المهرجان، أقيم حفل ب"دار التازي "أحيته الجمعية الربانية الإسماعيلية للطريقة القادرية غنت خلاله مجموعة من القصائد الصوفية والأذكار والأمداح النبوية. يذكر أن الطريقة القادرية تأسست في القرن 12 على يد الإمام عبد القادر الجيلالي في شمال شرق العراق، قبل أن يغادرها إلى بغداد، بينما أسس أتباعه الطريقة الجيلالية أو "الجيلاليات". وبالموقع التاريخي "أيت سقاطو" تعاقبت كل من المجموعة المغربية "شابكا" لفن "الهيب هوب" والفنان المغربي غاني، والمجموع المحلية بفاس "فاس سيتي كلان" في عروض موسيقية نالت إعجاب الجمهور الحاضر.