دعت عدد من الفرق البرلمانية بمجلس المستشارين،اليوم الثلاثاء،إلى عقد جلسة عمومية طارئة للمجلس لمناقشة تداعيات الهجوم الغادر الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي،أمس الاثنين،على سفن (أسطول الحرية) التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية محضة. وبعدما ثمنت هذه الفرق موقف المملكة من هذه المجزرة النكراء،دعت في مداخلات في إطار طلبات الإحاطة قبيل انطلاق جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية،المجتمع الدولي والقوى العالمية الوازنة إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك بفعالية لشجب هذه الجريمة وتقديم المسؤولين للمحاكمة. وهكذا،أكد فريق الأصالة والمعاصرة أن إسرائيل،بإقدامها على مهاجمة نشطاء أبرياء عزل،تكون قد أدارت ظهرها للقانون الدولي والمؤسسات الدولية والضمير الإنساني،مضيفا أن هذا الاعتداء "يؤكد الطبيعة العدوانية" لإسرائيل. وقال: "إن ما وقع يسائلنا جميعا" خاصة وأن المغرب كان دائما يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية،داعيا الحكومة إلى بذل مزيد من الجهود لإدانة إسرائيل جراء هذا العدوان الهمجي والمطالبة بمحاكمة الجناة. من جانبه،اعتبر فريق التجمع الدستوري الموحد أن الهجوم الذي تعرضت له سفن (أسطول الحرية) مناف لجميع الأعراف والقوانين الدولية وكشف مرة أخرى بشاعة وغطرسة قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن "هذه المجزرة من شأنها تحريك الضمير العالمي لوقف التعنت الإسرائيلي وفك الحصار على قطاع غزة"،مشددا على أنه يتعين على إسرائيل أن تعود إلى مسار السلام والشرعية الدولية عن طريق حل الدولتين. أما الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية فقد شدد على ضرورة عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتدارس تداعيات هذا العدوان الشنيع. وقال إن العالم تتبع بحزن عميق ما تعرض له أبرياء عزل كانوا في طريقهم إلى غزة حاملين مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع. وأكد الفريق الفدرالي للوحدة والديمقراطية،أن إسرائيل بارتكابها لهذه الجريمة البشعة تضع نفسها فوق القانون. ودعا إلى إبداع كل صيغ التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم قدراته على المقاومة،مطالبا الحكومة ب"اتخاذ خطوات عملية لفضح الإجرام الإسرائيلي ودعم الشعب الفلسطيني لفك هذا الحصار الظالم". وبدوره،شدد الفريق الاشتراكي على أن إسرائيل تجاوزت كل الحدود عندما هاجمت (أسطول الحرية) مخلفة عددا من الشهداء،مناشدا المنتظم الدولي العمل على الكشف عن مصير باقي نشطاء الأسطول. وأكد أن هؤلاء النشطاء لم يكونوا يشكلون أي خطر على إسرائيل،وأن هذا العدوان شكل ضربة لمسلسل السلام. وعبر فريق التحالف الاشتراكي عن تنديده بهذا السلوك الهمجي تجاه مدنيين،مشيرا إلى أن إسرائيل تقوم بعملها هذا بنسف عملية السلام. ودعا مجلس المستشارين إلى اتخاذ مبادرات وردود أفعال مشتركة مع باقي برلمانات الدول الأخرى للتنديد بهذا العمل العدواني. وكانت المملكة قد عبرت على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون،السيد الطيب الفاسي الفهري،عن إدانتها للهجوم الإسرائيلي على (أسطول الحرية). وقال السيد الفاسي الفهري،في تصريح لفضائية "المغربية"بمدينة نيس الفرنسية،بثته أمس،إن الهجوم الإسرائيلي على قافلة (أسطول الحرية) التي كانت متوجهة إلى غزة المحاصرة في مهمة إنسانية،"ليس مقبولا لا سياسيا ولا دبلوماسيا ولا إنسانيا".