أشاد الوزير الأول البرتغالي،السيد خوسي سوقراطيس،بالمستوى الممتاز للعلاقات القائمة بين البرتغال والمغرب،مؤكدا أنها علاقات "لا تشوبها أي شائبة". وقال السيد سوقراطيس،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء عشية زيارته للمغرب،على رأس وفد يضم العديد من أعضاء حكومته ومن رجال الأعمال البرتغاليين،إن "العلاقات بين البلدين ممتازة ولا تشوبها أي شائبة (...) والحوار السياسي يتعمق باستمرار من خلال زيارات منتظمة على كافة الأصعدة. وقد قمت خلال هذه السنة بزيارة عمل للمغرب (في 23 مارس)". وأضاف الوزير الأول البرتغالي،الذي يترأس مع الوزير الأول،السيد عباس الفاسي،أشغال الإجتماع ال11 للجنة العليا المشتركة المغربية البرتغالية،يومي فاتح وثاني يونيو بمراكش،"لقد أعددنا الدورة الحادية عشر لإجتماعنا على مستوى عال"،مذكرا بأنه منذ التوقيع على معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون عام 1994،كان للبلدين "العديد من الفرص المتميزة من أجل تعميق الحوار السياسي على أعلى مستوى وإجراء تقييم دوري للتعاون الثنائي الذي يغطي كافة القطاعات تقريبا،مما ساهم في وضع إطار قانوني جد متين". وذكر المسؤول البرتغالي بأن البلدين يرتبطان بأزيد من ستين معاهدة واتفاقية وبرتوكول تغطي معظم القطاعات،مما سمح ب"وضع آليات للتشاور المنتظم بين الحكومتين،بواسطة عدة لجان مختلطة،تمكن من إقامة تشاور دائم بين سلطات بلدينا". وأعرب،في السياق ذاته،عن يقينه بأن حكومتي البلدين تعيان ضرورة الإرتقاء بالعلاقات الإقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة،مشيرا إلى أن الأرقام حول حجم الصادرات والإستثمار في الإتجاهين تظهر بأن هناك مؤهلات يتعين على المنعشين الإقتصاديين بالبلدين الاهتمام بها. وشدد،في هذا الصدد،على ضرورة تعزيز التعاون بين المقاولين البرتغاليين والمغاربة،قائلا إنه "لهذه الغاية دعونا رجال أعمال برتغاليين لزيارة المغرب رفقة الوفد الرسمي" بمناسبة انعقاد الإجتماع الحادي عشر للجنة العليا المشتركة. وأشار إلى أن هذا الإجتماع سيعقد تحت شعار "إرث مشترك،مستقبل متقاسم"،وهو اختيار "لم يمله فقط التاريخ المشترك الطويل الذي يتقاسمه البلدان والذي يعد ثمرة للجوار الجغرافي،بل أملته أيضا تحديات مشتركة،من قبيل التغيرات المناخية أو انعكاسات الأزمة المالية والإقتصادية العالمية". ومن هذا المنطلق،يؤكد الوزير الأول البرتغالي،فإن الفرصة سانحة من أجل "تبادل تجاربنا،ومحاولة إيجاد أجوبة مشتركة إزاء هذه التحديات المتقاسمة"،مشيرا إلى أن لقاء مراكش سيتمحور حول ثلاثة جوانب أساسية،تتمثل في الإرث المشترك،بما في ذلك السياحة التي تشهد تطورا متناميا،والتغيرات المناخية والطاقات المتجددة،وتدعيم العلاقات الإقتصادية والمالية. وتابع أن أشغال اللقاء ستهم أيضا قطاعات استراتيجية أخرى ذات منفعة تنموية بالنسبة للبلدين،خاصة الصناعة والتجهيزات الأساسية. وعلى هامش هذه الأشغال،سيتم عقد لقاءين قطاعيين حول الطاقة والأشغال العمومية يشارك فيهما ممثلون عن القطاعات المعنية بالبلدين،من بينهم رجال أعمال. ومن جهة أخرى،أشار السيد سوقراطيس إلى أن الحكومة البرتغالية أعطت موافقتها على اعتماد خط ائتمان بشروط ميسرة بمبلغ مائتي مليون أورو،لينضاف إلى خط الائتمان الساري المفعول والمستثمر بنسبة تناهز 93 في المائة،مبرزا أهمية مثل هذه الآلية بالنسبة للإستثمار البرتغالي بالخارج،خاصة في المغرب. وأوضح أن هناك قطاعات جد واعدة للإستثمار في المغرب،خاصة في ميادين الصناعة،والطاقات المتجددة والتجهيزات الأساسية،مبرزا الإهتمام الذي توليه المقاولات البرتغالية للمشاريع المغربية الكبرى،مثل مخطط الطاقة الشمسية ومشروع إنجاز القطار فائق السرعة طنجة - الدارالبيضاء.