أبرز باحثون مغاربة في مجال الإعلام والاتصال، خلال ندوة عربية اختتمت أشغالها أمس الاربعاء بتونس العاصمة، دور وسائل الإعلام في تحقيق "تنشئة متوازنة". وفي هذا السياق، اعتبر علي كريمي، الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تناوله لطريقة تعامل التشريعات العربية والمغاربية على الخصوص مع حق الشباب في الإعلام والمعرفة باعتباره حقا من حقوق الإنسان، أن هذا الحق أصبح "مكبلا بعدة قيود رهينة بعدم المساس بالنظام العام والأخلاق العامة". وأوضح أن هذه القيود لا تهم البلدان العربية أو المغاربية فقط، بل هي ذات طابع كوني عالمي. وبعد أن أشار إلى كيفية معالجة تشريعات بعض البلدان المغاربية لموضوع الشباب والحق في الإعلام وإحجام بعضها الآخر عن تناول هذا الموضوع في قوانينها مكتفيا بما تضمنته ديباجة دساتيرها بهذا الشأن، تطرق علي كريمي إلى المخاطر الناجمة عن استخدام الشباب لتكنولوجيا الإعلام الحديثة في ظل الحق في حرية الاعلام والمعرفة. وسجل ابتعاد بعض وسائل الإعلام "غير المسؤولة" عن الرسالة التي يجب أن تؤديها والمتمثلة في المساهمة ايجابا في بناء المجتمعات والتفاعل مع الخيارات الوطنية. ومن جانبه، تطرق الخبير الاعلامي المغربي بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، المحجوب بن سعيد في عرض حول الاعلام السمعي البصري إلى دور الفضائيات العربية في مواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي عرفتها المجتمعات العربية، خاصة في مرحلة أصبح فيها جزء هام من الساكنة وعلى رأسها فئات الشباب يعتمد على وسائل الاعلام الحديثة في تكوين الآراء واتخاذ المواقف وانتاج المعلومات وتداولها. وأشار إلى ما تتضمنه برامج بعض هذه الفضائيات من مغالطات للواقع ، الأمر الذي ينعكس سلبا على الناشئة ويسهم في تنمية ثقافة التطرف، مشددا على أهمية تأطير الشباب والتفاعل معه لجعله ينتقي المضمون الايجابي والجيد لبرامج هذه القنوات. أما عبد الوهاب الرامي، الاستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، فاعتبر في عرض حول "الإعلام العربي، الشباب، القيم الإنسانية المشتركة"، أن هناك "من مقومات التنافر بين وسائل الإعلام العربية ما يجعل التوافق بينها على أرضية العمل الإعلامي المشترك أمرا بعيد المنال". وحسب رأيه، فإن مرجعيات القيم المعتمدة في العالم العربي الإسلامي تظل مطبوعة ب "الارتباك المرجعي"، حيث تختلط قيم الإسلام والعروبة والديمقراطية.