أكد المشاركون في ندوة دولية حول "الجهوية الموسعة بالمغرب"، مساء أمس الأحد بالدار البيضاء، أن ورش الجهوية المتقدمة خيار استراتيجي يجعل من الفضاء الجهوي المستوى الملائم لمشروع التنمية المجالية. واعتبروا خلال هذه الندوة، التي نظمتها جمعية (الهبات للجالية المغربية بالخارج) تحت شعار "من أجل مغرب موحد في إطار الجهوية الموسعة"، أن إنجاح هذا الورش المفتوح يتطلب تطوير مفهوم الجهوية حتى تصبح قادرة على إدارة ومواجهة التحديات والرهانات المطروحة على المغرب. وبهذا الخصوص أبرز رئيس الجمعية السيد عبد الواحد النيش أن الجهوية الموسعة تستلزم أن "يؤسس الجميع، من حكومة وأحزاب ومجتمع مدني، لجهوية موسعة تكون الفاعل القوي لحكامة ترابية متجددة يكون الرابح الأكبر فيها هو العنصر البشري". وأشار إلى أن هذا الورش الوطني "يعتبر ثورة ديمقراطية جديدة" يتهيأ المغرب لخوض غمارها، حيث إن ورش الجهوية يعد خيارا مجتمعيا حقيقيا، علاوة على أنه خيار اقتصادي واجتماعي وثقافي يندمج في إطار التطور التاريخي للبلاد. ومن جهته قدم الباحث الجامعي السيد محمد الغالي في ورقته حول "الجهوية الموسعة والحكامة الترابية" قراءة في المفاهيم والمنطلقات الأساسية لنظام الجهوية الموسعة، مع التعريف بالمقاربة المجالية كإطار لإعمال الجهوية المتقدمة، وتحديد مكانة الجهة في النظام الدستوري للمملكة. وبعد أن ذكر بمحطات مهمة في مسار الجهوية بالمغرب، أوضح السيد الغالي أن الجهوية هي نمط من التنظيم المجالي أو الترابي للدولة تقوم على أسلوب اللاتمركز ونقل بعض الامتيازات أو الاختصاصات من السلطة المركزية إلى مختلف الجهات، مضيفا أن بناء نظام جهوي ناجح ينبغي أن يراعي خمس محددات تهم الشخصية المعنوية الكاملة للوحدة المجالية والإمكانيات والموارد التي تتوفر عليها هذه الوحدة والنخبة المحلية إلى جانب التقطيع الانتخابي ونمط الاقتراع لدورهما في تحديد طبيعة النخب التي ستتولى تدبير هذا المجال. وبالمقابل شدد السيد بلعيد بويميد رئيس الاتحاد الإفريقي للصحافة الرياضية ونائب رئيس الاتحاد العالمي للصحافة الرياضية، في مداخلته عن "الجهوية والتنمية الثقافية الرياضية"، على أنه من الضروري العمل على الانتقال بالقطاع الرياضي من وضعية الهواية إلى وضعية الاحتراف حتى يستطيع مواكبة التطورات التي يعرفها المغرب خاصة بعد إطلاق ورش الجهوية الموسعة، وتعزيز قدراته التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقال إن مجموعة من الإكراهات تحول دون بلوغ هذا الهدف، ومنها على الخصوص غياب الرياضة داخل برامج الأحزاب والتعاطي مع القطاع وفق مقاربة تجزيئية علاوة على ضعف الاهتمام بالبحث في المجال الرياضي، مسجلا أن الظرفية الحالية تفرض أن ينظر إلى هذا القطاع كمجال للاستثمار من شأنه تعزيز الاقتصاد الوطني عبر جلب استثمارات مهمة وتوفير مداخيل إضافية. وأكد أنه يتعين على الجهات الاستعانة بأبحاث ودراسات اقتصاديين متخصصين في البحث الرياضي لتأهيل الرياضة الوطنية إلى جانب اهتمامها بالفنون الجميلة خاصة المسرح والثقافة والفنون التشكيلية من خلال تعميمها عبر إدراجها في المستويات التعليمية الأولى، معتبرا أن الجهوية ليست مرتبطة بالحقل السياسي فقط وإنما هي ورش شامل يتطلب تظافر جهود الفاعلين في كل القطاعات المجتمعية. وبهذه المناسبة قدمت الباحثة الامريكية نانسي بترسون عرضا عن النظام الجهوي المعمول به في الولاياتالمتحدة وطبيعة الصلاحيات المخولة لكل من الفدرالية والولاية والمدينة وطريقة تدبير الشأن المحلي بين السلطات الثلاث خاصة ما يتعلق بالنظام التعليمي. ويذكر أن جمعية (الهبات للجالية المغربية في الخارج) التي تأسست سنة 2008 هي جمعية ذات أهداف خيرية واجتماعية بالأساس قامت بعدة مبادرات اجتماعية في مناطق عدة من المملكة إلى جانب إسهامها في التعريف بقضية النساء المغربيات المحتجزات في مخيمات تندوف، وتقديم المساعدات للأسر المعوزة بالدار البيضاء وتأطير الاطفال المنحدرين من هذه الاسر عبر أنشطة تربوية قارة.