شكل موضوع "المتاحف كفضاء لإحياء الذاكرة والتربية والتثقيف" محور ندوة علمية نظمت اليوم الخميس بالرباط بمبادرة من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف والذكرى الخمسين للانتصار على النازية. وتندرج هذه الندوة المنظمة بتعاون مع سفارة روسيا الإتحادية بالمغرب، في إطار الجهود التي تبذلها المندوبية في مجال الحفاظ على الموروث التاريخي والحضاري والوطني والثقافي وتلقينه للناشئة وتبويئه المكانة اللائقة به كأداة للحفاظ على الهوية الوطنية والمساهمة في التنمية البشرية. وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، أن المندوبية تعمل على "العناية بالذاكرة التاريخية وتقريب مضامينها ودلالاتها من الناشئة والأجيال المتعاقبة وترسيخها في النفوس إذكاء لروح الوطنية الخالصة ومواقف المواطنة الإيجابية في ملاحم الجهاد الأكبر لإعلاء صرح مغرب الحداثة والديمقراطية والنهضة التنموية الشاملة والمستدامة". وفي هذا السياق، أوضح السيد الكثيري في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن المندوبية التي عملت على إحداث شبكة من المتاحف الفرعية والجهوية عبر تراب المملكة، اتخذت في هذا الإطار عدة مبادرات "جادة" بعدد من الجهات و الأقاليم من أجل خلق أقطاب من المتاحف في المدن الكبرى بتعاون وشراكة مع السلطات الإقليمية والفعاليات المحلية، مضيفا أن المؤسسة جندت كل طاقاتها من أجل الحصول على كل الوثائق التاريخية من أجل تعزيز أرصدة المتاحف بالمعروضات المتحفية. وأضاف أن هذه المتاحف تقوم عبر مختلف الوسائط بتنظيم أنشطة ثقافية وتربوية واجتماعية بمناسبة الاحتفال بالذكريات الوطنية لفائدة مختلف الفئات خاصة الأطفال ورواد دور الشباب والتلاميذ بغية تعميق وعيهم الوطني وترسيخ ثقافة الوطنية وتعريفهم بتاريخ المقاومة وجيش التحرير. وعرفت هذه الندوة التي قدمت خلالها مداخلات وعروض حول دور المتاحف عموما ومتاحف المقاومة وجيش التحرير بصفة خاصة نشطها باحثون ومتخصصون في مجال التحافة،مشاركة ممثلين عن وزارة الثقافة وبريد المغرب وعن مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الإجتماعية وأعضاء مكتب اللجنة الوطنية المغربية للمجلس الدولي للمتاحف. كما حضر هذه الندوة على الخصوص مدير المركز الثقافي الروسي وممثلين عن سفارة أوكرانيا وسفارة أدريبدجان بالمغرب، إلى جانب مهتمين بالشأن الثقافي وفعاليات المجتمع المدني. يذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف يعود إلى سنة 1977 حيث صادق الجمع العام ال12 للمجلس العالمي للمتاحف الذي انعقد بموسكو على تخليد هذا اليوم من أجل إثارة انتباه الرأي العام الدولي إلى أهمية المؤسسات المتحفية باعتبارها مؤسسات تربوية وتثقيفية. ويحتفل العالم بهذا اليوم، الذي يصادف 18 ماي من كل سنة، تحت شعار "متاحف من أجل التوافق الاجتماعي"، بهدف إظهار أهميتها في تطوير المجتمع وذلك من خلال برنامج غني للاحتفال وتنظيم تظاهرات ثقافية وفنية وزيارات للمتاحف.