أكد خطيب المسجد الأقصى الدكتور يوسف جمعة سلامة، أمس الإثنين بتطوان، أن الدعم المادي والملموس الوحيد الذي يقدمه العالم العربي الإسلامي للقدس وإلى السكان الفلسطينيين هو من وكالة بيت مال القدس، وذلك بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، ومن خلاله الشعب المغربي قاطبة. وكان الدكتور جمعة سلامة، الذي يعد أيضا نائب رئيس الهيئة الإسلامية العليا للقدس، يتحدث خلال ندوة نظمتها جامعة عبد المالك السعدي بتعاون مع وكالة بيت مال القدس حول موضوع "المكانة الروحية للقدس في ظل تحديات التهويد والاستيطان"، بحضور السلطات المحلية والمنتخبين وأساتذة جامعيين وعدد من الطلبة. وأشاد المسؤول الفلسطيني، في هذا السياق، بالجهود التي يبذلها صاحب الجلالة من أجل الحفاظ على الطابع الإسلامي-المسيحي للقدس والدفاع عن ثالث الحرمين من محاولات التهويد المتكررة للمحتل، مؤكدا أن هذه المحاولات سيكون محكوما عليها بالفشل للأبد. وبعد أن استعرض تاريخ هذه المدينة، التي كان المغاربة عبر التاريخ من السباقين للدفاع عن طابعها الحضاري، ذكر المحاضر بالدعم الذي تقدمه الحكومة والشعب المغربي للفلسطينيين خصوصا بعد الاجتياح والعدوان الإسرائيلي، وذلك من خلال الجسر الجوي الذي وضعه المغرب لنقل المساعدات الطبية والغذائية للسكان، وإرسال بعثة طبية مغربية إلى عين المكان. من جهة أخرى، أشار خطيب المسجد الأقصى إلى التهديدات التي يتعرض لها السكان الفلسطينيون في هذه المدينة، والمتمثل في الترحيل الجماعي بعد هدم المنازل والاستيلاء على الأراضي. وفي هذا الصدد، أبرز العمل الهام الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس لإعادة بناء المنازل المهدمة والمستشفى بهذه المدينة، التي تضم بين سكانها العديد من الأسر من أصل مغربي، فضلا عن الدعم الشخصي الذي يقدمه صاحب الجلالة، والذي قدم هبة بقيمة 5 ملايين دولار من ماله الخاص لإعادة بناء كلية الزراعة التي تهدمت خلال اجتياح قطاع غزة. وعلى صعيد آخر، حث المحاضر الأمة الإسلامية على التحرك والاقتداء بالنموذج المغربي للحيلولة دون مواصلة قوات الاحتلال لسياستها الاستيطانية، منددا بإقامة العديد من المباني والرموز الدينية اليهودية في المدينة القديمة للقدس، وخاصة "كنيس الخراب" الذي يمثل الرمز الديني اليهودي الأكثر أهمية في المدينة القديمة، ناهيك عن مشاريع بناء أخرى تدل على أن الاحتلال ينوي تعزيز وجوده في المدينة. وأشار إلى أن عملية التهويد هذه، التي بدأت منذ 1948 وتكثفت منذ يونيو 1967 ، ولاسيما من خلال مصادرة مفتاح باب المغاربة، ترمي في المقام الأول إلى تغيير معالم الطابع الديمغرافي والمعماري للقدس عن طريق الاستيلاء على جل المباني الكبرى بالمدينة، وهدم المؤسسات القائمة بغية استبدالها بمؤسسات يهودية. وكان السيد مصطفى بنونة رئيس جامعة عبد المالك السعدي قد ذكر بالدعم الذي ما فتئ المغرب، بقيادة جلالة الملك، يمنحه لفلسطين عامة وللقدس على وجه الخصوص، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ظلت وستبقى على الدوام في صلب انشغالات المغاربة.