دعا الوزير الأول التونسي,السيد محمد الغنوشي,إلى إحداث صندوق مغاربي لدعم المشاريع الخاصة بالابتكار وتثمين براءات الاختراع, بما يسهم في دعم الأنشطة المجددة. وأكد ا الغنوشي ,في افتتاح الملتقى المغاربي الثاني لأصحاب الأعمال, اليوم الاثنين بالعاصمة التونسية, على ضرورة تعزيز البنية الأساسية على المستوى المغاربي للمساهمة في تنشيط حركية التواصل والمبادلات بين البلدان المغاربية على مختلف المستويات. وأشار إلى الأهمية التي تكتسيها وتيرة الأنشطة التي يشهدها العمل المغاربي المشترك والتي تجلت في الفترة الأخيرة من خلال تواتر اللقاءات الوزارية والقطاعية والتظاهرات والمعارض الاقتصادية والتجارية في مختلف البلدان المغاربية. ولاحظ إن الخطوات المسجلة حتى الآن تبقى, على أهميتها, دون الطموحات والتطلعات والأهداف المنشودة ودون الاستحقاقات المطروحة في ضوء مسار العولمة وما يتولد عنه من رهانات جسيمة وتحديات متفاقمة لا يمكن لأي بلد مهما بلغ وزنه الاقتصادي أن يواجهها بمفرده. وأبرز أنه رغم الجهود المبذولة لدفع المبادلات التجارية بين البلدان المغاربية, فان النتائج تظل متواضعة ودون الامكانيات والطاقات المتوفرة, موضحا في هذا السياق أن حجم المبادلات بين البلدان المغاربية لا يتجاوز 3 بالمائة من مبادلاتها الخارجية, في الوقت الذي تصل فيه هذه النسبة إلى 70 بالمائة بين دول الاتحاد الاوروبي و21 بالمائة بين مجموعة بلدان شرق آسيا و14 بالمائة بين مجموعة بلدان أمريكا اللاتينية و8 بالمائة بين بلدان المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا. وبالنسبة للاستثمارات المشتركة , قال الوزير الأول التونسي إنها تبقى بدورها محدودة رغم بعض التحسن الذي يتجلى من خلال ارتفاع عدد المشاريع المشتركة خاصة في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات , معتبرا أن الوزن الاقتصادي للبلدان المغاربية يبقى, في غياب التكامل والاندماج , دون مستوى ما تتوفر عليه المنطقة من امكانات وطاقات كامنة وفرص واسعة للتعاون والشراكة. وقال إن الاندماج الاقتصادي المغاربي من شأنه أن يضمن ,طبقا لتقارير الخبراء, الرفع بنحو 2 بالمائة من معدل نمو الناتج المحلى الاجمالي لهذه البلدان , ويتيح لها استقطاب نحو 3 مليار دولار في السنة من الاستثمارات الخارجية المباشرة ,بما يمكن من إحداث عدد هام من مناصب الشغل لمواجهة مشكل البطالة التي تفوق حاليا ثلاثة ملايين عاطل, أي ما يمثل أكثر من 12 بالمائة من الناشطين. وخلص الغنوشي إلى أن ملتقى الأعمال المغاربي يعد فرصة لتعمق البحث في السبل الكفيلة بتنمية علاقات التعاون والشراكة في القطاعات الحيوية التي تتوفر لها آفاق هامة في اطار الفضاء المغاربي على غرار الطاقة المتجددة والصناعات الدوائية وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات ,وكذلك في مجال البحث العلمي والتجديد التكنولوجي باعتبار ان مكانة الدول اصبحت تقاس بقدرتها على الابتكار والإضافة والتحكم في ناصية اقتصاد الذكاء والمعرفة. يذكر أن المغرب يشارك في هذا اللقاء الذي يستمر يومين بوفد هام يضم وزير الاقتصاد والمالية , السيد صلاح الدين مزوار وأكثر من 50 من رجال الأعمال.