أكد المشاركون في هذه القمة الوطنية الأولى للابتكار، على أهمية مبادرة «ماروك إينوفاسيون» المغرب ابتكار التي أطلقتها، في شهر يوليوز 2008، وزارتا الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، والتربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، والتي تهدف إلى تموقع المغرب في نادي البلدان المنتجة للتكنولوجيا، والتمكين من انبعاث اقتصاد ذي قيمة مضافة قوية، وكذا تعزيز صورة المغرب على المستوى الدولي، وبالتالي تعزيز قدرته على استقطاب الاستثمارات. ويتعلق الأمر بعملية تشاركية للتفكير تضم، بالخصوص، الإدارات والجامعات والمقاولات والفاعلين الماليين. وحدد المشاركون في هذه المبادرة هدفين رئيسيين، هما إنتاج ألف براءة اختراع مغربية كل عام انطلاقا من سنة2014، مقابل حوالي200 براءة اختراع المسجلة حاليا، وإحداث مائة مقاولة ابتكارية ناشئة انطلاقا من السنة نفسها. ويرتقب مخطط عمل هذه المبادرة اعتماد حكامة بين القطاعين العام والخاص في مجال البحث العلمي وإحداث إطار قانوني مرن وفعال، وإحداث مركز مغربي للابتكار يمثل فضاء للاستقبالوالتوجيه. ومن ضمن أهداف هذه المبادرة، أيضا، تطوير البنيات التحتية التكنولوجية والكلوسترز (التجمعات العنقودية)، وتمويل صندوق دعم الابتكار، وتحفيز نظام «رأسمال المخاطرة» وتنمية سوق الملكية الفكرية. كما تسعى إلى تعبئة المواهب وترويج ثقافة الابتكار وذلك من خلال خلق ناد مغربي للابتكار. وتقوم هذه المبادرة بدعم من شركة (إي بي إم) العالمية التي تعد واحدة من المقاولات الأكثر ابتكارية في العالم، حيث إنها تتوفر على أكبر عدد من براءات الاختراع (4186 براءة اختراع في سنة2008 ). وقد أنجزت أعمال مشابهة مع بلدان أخرى منها على الخصوص, الولاياتالمتحدةالأمريكية والمكسيك والهند والفلبين. وضم برنامج هذه القمة التي نظمت بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب و شركة (إي بي إم)، وبدعم من المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية والوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة وتيكنوبارك الدارالبيضاء، مائدتين مستديرتين حول «تثمين البحث وتوجيهه نحو القطاعات الإنتاجية»، و«أقطاب التنافسية/ كلوسترز: رافعة لإقلاع مشاريع تعاونية ذات محتوى ابتكاري قوي». كما عرف هذا اللقاء الذي شارك فيه خبراء وأكاديميون وفاعلون اقتصاديون مغاربة وأجانب، تنظيم حفل تسليم جوائز الدورة الثانية للجائزة الكبرى للابتكار والبحث في العلوم والتكنولوجيا. وفاز الباحث مصطفى بوسمينة بالجائزة الكبرى (100 ألف درهم)، عن مشروع يتعلق ب«مقاربة جديدة من أجل صنع أنابيب الكربون النانوية الوظيفية». وعادت الجائزة الثانية التي تبلغ قيمتها50 ألف درهم، مناصفة لكل من الباحثين محمد نبيل السريفي ومحمد السعيدي من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، عن مشروع حول الرصد المبكر لمرض سرطان الثدي، والباحث عبد الرحيم دومار، عن مشروع «تطوير مستقبلات بيولوجية طيفية دقيقة من أجل رصد الأخطار الصحية والبيئية»، وكذا عبد العظيم مومن البروفيسور بجامعة «سانت جورج» بلندن عن مشروع حول «تحسين علاج السرطان: اكتشاف جزئية بروتينية جديدة». أما الجائزة التشجيعية (20 ألف درهم)، فقد عادت مناصفة للباحثين عبد الغني بالوقيد, عن مشروع يتعلق ب«تنميط الأنظمة المعقدة في مجال البيولوجيا»، وحسن عمور عن مشروعيهم تطوير التكنولوجيات الجديدة لتحديد خصائص المواد المعتمدة على الموجات الدقيقة, لدراسة أثر المحيط على انتشار موجات الراديو، وكذا من أجل تطبيقات صناعية. وقد تميز حفل تسليم الجوائز بحضور، على الخصوص، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة أحمد رضا الشامي, ووزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد أحمد اخشيشن. وتهدف الجائزة الكبرى للابتكار والبحث في العلوم والتكنولوجيا الحث على الإبداع وتحفيز المواهب، وتمنح كتقدير عن الابتكارات أو أعمال البحث في العلوم والتكنولوجيا التي ينجزها مواطنون أو أشخاص معنويون مغاربة.