أدرج خبراء دوليون في القطاع السياحي، المغرب ضمن دول عربية أخرى صنفت كوجهات سياحية بديلة للسياح الأوربيين والعرب سنة 2009 بفعل تداعيات الأزمة العالمية. وأشار هؤلاء الخبراء الذين شاركوا في معرض (سوق السفر العربي 2010 ) الذي احتضنه إمارة دبي على مدى ثلاثة أيام، أن شريحة كبيرة من السياح العرب والأوربيين، استبدلوا وجهاتهم الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وسويسرا والسويد بوجهات عربية كالإمارات والمغرب ومصر وتونس ولبنان بسبب العديد من العوامل أبرزها الاتجاه نحو تقليص النفقات وتعزيز قدرة هذه الوجهات السياحية العربية عبر تقديم منتوجات تنافسية جديدة. وسجلوا في معرض تدخلاتهم خلال منتديات نقاش نظمت في إطار هذه التظاهرة الدولية التي شارك فيها المغرب، بوفد يضم مهنيين ومنعشين سياحيين، أن إمارتي أبوظبيودبي، بالاضافة الى دول المغرب ومصر وتونس تأتي في مقدمة الوجهات السياحية العربية البديلة بفعل التطور الملحوظ الذي عرفه القطاع السياحي في هذه البلدان، مسجلين أن الفعاليات الثقافية والرياضية الخاصة التي تشهدها المدن العربية تسهم بشكل مباشر في الرفع من حجم السياحة البينية العربية. وأبرز الخبراء ذاتهم من جهة أخرى، أن السياحة البينية العربية استفادت من تداعيات الأزمة المالية العالمية ، حيث ارتفعت بنسبة 20 في المائة خلال عام 2009 مقارنة بعام 2008، مؤكدين أن القطاع السياحي البيني العربي واصل نموه خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 35 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. ولاحظوا أن الأزمة المالية غيرت خريطة السياحة العالمية خلال عام 2009 ، حيث انخفض حجم الاستقطاب السياحي الى الدول الأوروبية بنسب تتراوح بين 20 و30 في المائة، في حين سجلت السياحة البينية العربية زيادة تصل الى نحو 20 في المائة خلال هذه الفترة. وأوضحوا أن السياحة البينية العربية واصلت نموها رغم ضغوطات الازمة المالية العالمية وسجلت قفزة جديدة خلال الربع الاول من العام الحالي، فيما ارتفعت السياحة البينية من حيث القيمة بنحو 25 في المائة. وأضافوا أنه بالرغم من النمو المطرد في السياحة البينية بين الدول العربية، فإن حجمها وقيمتها لا تزالان دون الطموحات المنشودة خصوصا أثناء مقارنتها بالسياحة البينية بين التجمعات الجغرافية الأخرى، مبرزين أن المتوسط العالمي للسياحة البينية يصل إلى 80 في المائة في حين لا يتعدى في العالم العربي 42 في المائة. ودعا خبراء السياحة ، في هذا السياق، حكومات الدول العربية إلى استثمار قواسم اللغة والتقارب الثقافي والحضاري وتشابه عادات وتقاليد الشعوب واعتدال المناخ في معظم أوقات العام من أجل الرفع من وتيرة الاستقطاب السياحي العربي- العربي.