نظمت الجمعية المغربية للعلوم السياسية، اليوم الخميس بالرباط، يوما وطنيا للقراءة في مؤلفات حول العلوم السياسية بالمغرب، تم خلاله تقديم بعض القراءات التي أنجزها طلبة وباحثون في كتابات تتناول هذه العلوم. وأكد رئيس الجمعية الأستاذ عبد الله ساعف، أن الجمعية تسعى من خلال هذه المبادرة إلى تشجيع القراءة والكتابة في هذا المجال، حيث تم تنظيم ورشات حول القراءة ومنهجية الكتابة في مجال العلوم السياسية من أجل فتح آفاق جديدة في وجه الباحثين في هذا الميدان، وذلك في ظل توسع الشبكة الجامعية، خاصة في هذا التخصص. وأضاف الأستاذ ساعف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه سيتم خلال هذا اليوم الوطني، الذي سيتوج بمنح جائزة لأفضل قراءة، تقديم بعض القراءات المتبارية، مشيرا إلى أن هذه المسابقة مفتوحة في وجه الباحثين في العلوم السياسية البحثة أو العلوم الاجتماعية التي تشكل السياسة أساسا لها. ويشترط أن تتعلق أسئلة القراءة المقدمة بموضوع السياسة بالمغرب منذ الاستقلال، كما ينبغي أن يشمل التقرير إعادة ترتيب لمضمون الكتاب قصد استخراج سؤال البحث (الإشكالية-الفرضيات)، والإطار النظري والمنهجية والنتائج الرئيسة والإضافات التي جاء بها الكتاب. وبهذه المناسبة، تم تقديم نموذجين من القراءات المتبارية في هذه المسابقة، منها قراءة في كتاب "من ديوان السياسة" للأستاذ عبد الله العروي، قدمها أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم الاجتماعية بالمحمدية السيد عز الدين علام، ومؤلف "السخرية والسلطة من المأسسة إلى التجريم" لمحمد شقير قراءة للاستاذ عبد الرحيم العمري أستاذ التواصل السياسي بكلية بني ملال. ويحاول كتاب "من ديوان السياسة" - يقول الأستاذ علام- رصد الوضع السياسي بالمغرب من خلال تيمات أو موضوعات تشكل منفذا إلى تعميق التفكير فيها ومقاربتها. وأوضح الأستاذ علام أن مفاهيم مثل "التربية الأولية" و"التربية الاجتماعية" و"التربية النظامية" و"الوحدة الرمزية" و"تطور الملك" و"الإصلاح" و"المجال السياسي"، تتسم بحمولة اجتماعية وفكرية وتاريخية كثيفة تنتعش وتيرتها بإيقاع التطور التاريخي. أما قراءة الاستاذ عبد الرحيم العمري لكتاب "السخرية والسلطة من المأسسة إلى التجريم" لمؤلفه محمد شقير، فتدور حول دور النكتة السياسية في التهكم والسخرية، ومعارضة الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ويقول الأستاذ العمري إن النكتة السياسية في المغرب، حسب المفكر شقير، كان لها تأثير قوي في المجتمع، وشكلت دوما "آلية" من آليات الهزل والضحك ووسيلة للتنفيس والتعبير عن بعض الطابوهات.