تراهن مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين من خلال إعطاء الانطلاقة، الأربعاء الماضي، لندوتها الشهرية "كافيكو" حول كتاب "النخبة الاقتصادية المغربية.. دراسة حول الجيل الجديد من المقاولين"على إدراج الموضوعة الاقتصادية في صلب النقاش العمومي. وشكلت هذه الندوة التي نظمت بتعاون مع الجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية، مناسبة للسيد محمد الكراوي الذي ألف الكتاب بشكل مشترك مع السيد نور الدين أفاية، لإبراز المنهجية المتبعة من أجل إنجاز هذا العمل الذي يقوم على مؤشرات ومعطيات من مصادرها الأصلية، معززة بعمل ميداني من خلال عينة من المقاولين وأصحاب القرار يمثلون النخبة الاقتصادية بالمملكة. وقارب السيد الكراوي دور النخبة بالمغرب وخاصة في المجال الاقتصادي، مبرزا أن مسلسل إقلاع النخب في المجالات الأخرى، عدا ميدان العمل الجمعوي، تميز بمخاض عسير ينم عن وجود "أزمة" حقيقية. وفي المقابل، عرف الحقل الاقتصادي بالمغرب إقلاع نخبة حقيقية، شرح المحاضر تجلياتها من خلال إصلاحات عميقة وسياسات ومشاريع قطاعية كبرى. وتمثل هذه الملاحظة التي تعد ثمرة تحليل أكاديمي وكذا بحث ميداني في صفوف النخبة المقاولة. كما أكد السيد الكراوي على ضرورة الإصلاح، الذي كان في مراحل مختلفة في صلب سياسة الدولة المغربية، والذي يرتبط بعوامل عديدة داخلية وخارجية. من جانبه، أكد السيد نور الدين العوفي رئيس الجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية، على الإضافة التي يقدمها هذا البحث ووجاهة منهجيته في التحليل، منوها بمبادرة مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، التي تنطلق من هاجسها المتمثل في المساهمة في إغناء النقاش حول مواضيع تهم الحياة الوطنية والمشاركة في النهوض بثقافة مواطنة، في توافق تام مع مهمتها باعتبارها منطلقا للإشعاع ونشر المعرفة. وفي السياق ذاته، أبرز السيد محمد بوسليخان نائب رئيس الجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية، أن كتاب الأستاذين الكراوي وأفاية، يأتي في إطار استمرارية سلسلة من الأبحاث الأكاديمية التي حاولت ملامسة إشكاليات التنمية الاقتصادية بالمغرب بالاعتماد على معطيات إحصائية وتحاليل نظرية تمكن من تفسير الحقائق الاقتصادية بالمغرب. وكان السيد يوسف البقالي منسق المصالح الإدارية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين قد استعرض مجالات الاهتمام التي تركز عليها المؤسسة قصد الانخراط في دينامية إثراء الأفكار والنقاش المثمر بإدراج القدرات المغربية من آفاق متعددة، مؤكدا أن هذا اللقاء الأول من نوعه ليس سوى منطلقا لسلسلة من المنتديات والورشات والتظاهرات رفيعة المستوى قصد تعزيز مهمة المؤسسة في ميدان المعرفة والثقافة.