«النخبة االاقتصادية المغربية.. دراسة حول الجيل الجديد من المقاولين» هو عنوان كتاب جديد لإدريس الكراوي ونور الدين أفاية يبحث في النخبة المغربية الجديدة في علاقتها برهانات الإصلاح التي عرفها المغرب المعاصر. واعتبر إدريس الكراوي الأستاذ بجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط والمكلف بمهمة لدى الوزير الأول، ونور الدين أفاية الأستاذ بالجامعة ذاتها وعضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أن هذا الكتاب، الذي قدم إلى جلالة محمد السادس بمناسبة عيد الشباب، يهدف إلى تحليل التحولات التي تعرفها هذه النخبة وعرض المفارقات التي تعيشها وانتظاراتهاوإكراهاتها ورؤيتها للمستقبل. وقد استقى مؤلفا الكتاب سلسلة من شهادات المقاولين وممثلي الإدارة العامة من آفاق جغرافية وإثنية واجتماعية ومهنية متنوعة ولكن يحركها هدف واحد يتمثل في «المساهمة في تشييد مغرب رابح». ويعد الكتاب نتيجة دراسة أنجزت انطلاقا من تحقيق في أوساط 100 مقاول مغربي ينتمون إلى جيل يعتبره المؤلفان جديدا ليس فقط اعتبارا لعامل السن ولكن بالخصوص اعتبارا لخصوصيات أساسية خاصة منها التعامل المواطن والوطنية الاقتصادية والاستثمار في الأنشطة المحملة بالمخاطر والمساهمة في المجهود الوطني للتجديد والتكوين وتحديث العلاقات المهنية ومكافحة الرشوة واحترام الحق وظروف عمل المأجورين والالتزام المسؤول اجتماعيا في إنجازالخيارات الكبرى للوطن. واعتبر مؤلفا الكتاب، الذي صدر بمساهمة الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومؤسسة التجاري وفا بنك، أن المغرب يعرف تحولات ديموغرافية واقتصادية وسياسية وسوسيولوجية وثقافية ستؤثر لامحالة على سلوكات مختلف الفاعلين في المجتمع. وتنجم هذه التحولات، في المجال الاقتصادي، عن الخيارات الاستراتيجية الكبرى التي اعتمدت منذ بداية حكم الملك محمد السادس، الذي جعل من تحديث النظام الإنتاجي الوطني محورا أساسيا للسياسة الاقتصادية في سياق العولمة والانفتاح والتحرير الاقتصادي. ويتناول القسم الأول من الكتاب أصول النخبة الاقتصادية المغربية وواقع المقاولة المغربية في تجاوبها مع دينامية الإصلاحات التي عرفها المغرب منذ حصوله على الاستقلال. أما القسم الثاني فيعرض نتائج الدراسة التي تم إنجازها لدى المقاولين المغاربة، بينما يستقيالقسم الثالث شهادات الفاعلين، بهدف إغناء نتائج الدراسة واستخلاص الدروس التي تسمح باستيعاب التحولات التي يعرفها الاقتصاد المغربي في هذه المرحلة الحاسمة من تطوره وتشخيص التحديات التي يتعين على النخبة الاقتصادية رفعها من أجل المساهمة في بناء المغرب الحديث.