أطلقت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط برنامجها لتحسين استخدام الأسمدة في المجال الفلاحي وقدمت خريطة حول خصوبة أراضي المغرب. وأوضح مسؤولو المجموعة الذين قدموا للصحافة الخطوط العريضة لهذا النمط الجديد لتوزيع الأسمدة والذي من شأنه أن يمكن الفلاحين من الحصول على منتوجات جيدة بأسعار منخفضة، أن هذا البرنامج يعتبر عرضا جديدا بالنسبة للموزعين موجه لتطوير استهلاك الأسمدة بالسوق الوطنية ويتضمن خدمات للاستشارة والتكوين حول استخدام الأسمدة. وأعلن مسؤولو المجموعة بهذه المناسبة عن تسويق المكتب، ابتداء من الموسم المقبل، لأصناف جديدة من الأسمدة تتلاءم بشكل أفضل مع طبيعة الأراضي والزراعات في ثلاث مناطق نموذجية هي الغرب/سايس، والشاوية/تادلة، ودكالة. وحسب المصدر ذاته، تروم هذه العملية إرساء تدبير فلاحي معقلن بشكل أفضل في ما يتعلق بتسميد بعض الزراعات الكبرى، خاصة القمح الذي يمثل 75 في المائة من المساحات المزروعة بالمغرب. ويتيح المكتب الشريف للفوسفاط، من خلال برنامج تحسين استخدام الأسمدة، دعما ماليا ولوجيستيكيا لشركائه المستقبليين، عبر تمويل مشترك لجزء من مشاريعهم (عمليات التسويق، والتكوين، والتوعية، والتواصل) حيث يضمن لهم حجم وجودة الأسمدة الضروريين ووضع نتائج خريطة الخصوبة رهن إشارتهم. وسيعمل هذا النموذج الجديد كمركز للخبرة يوفر الاستشارة وتكوين الفلاحين حول تقنيات التسميد المعقلنة من خلال دورات تكوينية في مجال تسميد الاراضي، والتواصل واعتماد سياسة للبحث والتنمية تتلاءم مع مختلف الزراعات ومناطق الزراعة. وسيكون على الموزعين الشركاء في إطار هذا البرنامج وضع برنامج لتحسين اللوجيستيك، عبر تطوير قدرات المزج الموجهة لإعداد أشكال من الأسمدة الملائمة وقدرات التخزين التي تمكن من تأمين تزويد السوق الوطنية على مدار السنة; على حد سواء. وفي ما يتعلق بخريطة خصوبة أراضي المملكة، أشار مسؤولو مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إلى أنها ستغطي، بعد أربع سنوات من الآن، مجمل المساحة الفلاحية القابلة للزراعة في المملكة (7ر8 مليون هكتار). وتتوزع هذه المساحة على ثلاث مناطق محددة تهم الاولى مناطق الزراعة البورية المندرجة في الخريطة (6 ملايين هكتار)، وتتعلق الثانية بمناطق الزارعة البورية غير المدرجة في الخريطة (9ر1 مليون هكتار)، في حين تهم الثالثة المناطق المسقية (8ر0 مليون هكتار). ويهدف مشروع خريطة الخصوبة إلى إدماج تقنيات "تسميد معقلن" على اساس معرفة متزايدة بالأراضي الفلاحية عل المستوى الوطني واحتياجاتها من الأسمدة النظيفة والاستجابة لهذه الحاجيات عبر إدخال عناصر مغذية لحماية خصوبتها. ويساهم المكتب الشريف للفوسفاط، من خلال إطلاق خريطة الخصوبة الكاملة لإقليم مكناس الذي يعتبر منطقة نموذجية، في إعداد خريطة خصوبة أراضي المغرب التي تعد ثمرة تعاون وثيق بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الفلاحة والصيد البحري والمعهد الوطني للبحث الزراعي. وبلغت كلفة هذا المشروع الذي يتوخى الحفاظ على مصادر الأرض وحماية موارد المياه، 64 مليون درهم مولت بشكل مشترك بين المكتب ووزارة الفلاحة. ويقود المشروع المعهد الوطني للبحث الزراعي الذي يوحد الخبرة الوطنية حول هذا المشروع; خاصة خبرة شركائه الممثلين في المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة. وأوضح مسؤولو المكتب أن خرائط الخصوبة الجهوية ستتم هيكلتها في إطار نظام معلوماتي جغرافي وطني، والذي يعد بمثابة أداة تدمج بشكل مسبق معطيات تسميد الأراضي الفلاحية بإقليم مكناس. وتعد هذه الخرائط التي تقوم بجرد التقييمات الأخيرة لمكونات الأراضي ذات استعمال عمومي كما سيتم وضعها رهن إشارة الوسط القروي من خلال مراكز جهوية للاستشارة والتكوين تنكب وزارة الفلاحة والصيد البحري على إحداثها لهذا الغرض. وتتيح خريطة الخصوبة، التي تندرج في إطار التنمية الفلاحية المستدامة، أيضا رفع الإنتاجية وتحسين جودة الإنتاج الفلاحي بشكل واضح، إضافة إلى كونها توفر جميع الحظوظ للفلاحين المغاربة لاستغلال الأراضي في شروط جيدة. ومن خلال معطيات هذه الخريطة، سيتم إعداد استراتيجية للتسميد على المستويين الجهوي والوطني لتطوير أصناف من الأسمدة تلائم بشكل أفضل كل جهة على حدة. وبفضل خبرتها; لا سيما في مجال إنتاج الأسمدة، أصبحت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط فاعلا حيويا في مجال تسميد الأراضي على المستوى العالمي. ويستطيع المكتب حاليا، نظرا لمعارفه العلمية والتكنولوجية المرتبطة بصناعة الأسمدة وتحكمه في تطويرها، تطوير مجموعة واسعة ومتنوعة تتلاءم مع الاراضي الفلاحية على المستويين الوطني والدولي.