قطاع الأسمدة مقبل في المغرب على تحولات عميقة في السنوات القادمة، فقد أسندت السلطات العمومية لشركة سوناكوس بمناسبة الموسم الفلاحي الحالي تسويق الأسمدة التي كان ينفرد بها القطاع الخاص، في نفس الوقت تستعد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط للعودة إلى تسويق الأسمدة. و رغم أن العديد من المراقبين يؤكدون أن المهنيين الخواص في قطاع الأسمدة في المغرب لا ينظرون بعين مرحبة لعودة المكتب الشريف إلى تسويق الأسمدة و الترخيص ل«سوناكوس» في الموسم الحالي بتسويقها ، إلا أن الجمعية المهنية للتجار المستوردون و مصنعي الأسمدة في المغرب، يعتبرون أن حاجيات السوق من الأسمدة كبيرة بما يكفي كي تبرر بروز لا عبين جدد، و إن كانوا يلمحون إلى أن سوناكوس لا تتوفر على البنيات و الخبرة التي تخول لها القيام بالمهمة الجديدة، فهم يعتبرون أن « قواعد اللعب لم يجر احترامها»، عند اتخاذ قرار إسناد التسويق ل«سوناكوس» الجمعية التي استفاقت من فترة بيات دامت طويلا، و عملت على تجديد هياكلها، نظمت ندون صحفية أول أمس الثلاثاء، بالدار البيضاء، حيث أشارت إلى أن الموسم الحالي كان صعبا، بفعل تأرجح الأسعار بين الصعود و الهبوط، إذ كون المهنيون مخزونات بأسعار مرتفعة، التي ما لبثت أن انهارت ب40 في المائة منذ نونبر الماضي، مما كبدهم خسائر كبيرة، حسب الجمعية، خاصة الشركات التي لم تراقب تطورات الأسعار بشكل دقيق و لم تكن توقعاتها دقيقة. ليست تلك الصعوبة الوحيدة التي أثارت قلق المهنيين في المغرب، بل أفضت الأمطار القياسية إلى الحيلولة دون الدخول إلى الأراضي الفلاحية، مما أبطأ عملية توزيع أسمدة التغطية في بداية السنة، غير أن الإقبال على الأسمدة، خاصة الأزوطية منها، سوف يرتفع، حسب الجمعية، في الأيام القليلة المقبلة مع تكثيف عمليات صيانة المزروعات، بحيث يتوقع أن يصل حجم الأسمدة المسوقة في المغرب خلال الموسم الحالي إلى 900 ألف طن، مما يعني تجاوز المعدل السنوي المسجل السنوي في المغرب. وقد أوضحت الجمعية أن استهلاك الأسمدة في المغرب لا يتعدى 850ألف طن في السنة، هذا في الوقت الذي تصل الحاجيات إلى مليونين و نصف طن، بحيث إن 45 في المائة فقط من الاستغلاليات في المغرب تلجأ إلى استعمال الأسمدة، رغم أن استعمالها يساهم في البلدان السائرة في طريق النمو في رفع مردوية القمح ب 55 في المائة، ثم إن استهلاك الأسمدة في المغرب لا يتعد 45 وحدة في الهكتار، وهو معدل لا يمثل على التوالي سوى 45 و 25 و 14 في المائة من المستوى الذي يصله في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا. مما يحد من مردودية ويفقر الأرض .