تحتضن مدينة الدارالبيضاء، وإلى غاية ال`30 من الشهر الجاري، أشغال ندوة إفريقية حول نقل التكنولوجيات في إطار استراتيجية احترام الملكية الفكرية. وتستهدف هذه التظاهرة، التي تنظمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية والمكتب الياباني لبراءات الاختراع، والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، الفاعلين في المجال الاقتصادي والهيئات المكلفة بالبحث والتنمية من أجل تقديم بعض التجارب في مجال الابتكار ونقل التكنولوجيات المرتبطة بهذا المجال. وأوضحت السيدة مونية بوستة كاتبة عامة بوزارة الصناعة والتجار والتكنولوجيات الحديثة، في كلمة في افتتاح هذه الندوة اليوم الثلاثاء، أن من شأن نظام للملكية الصناعية مستوعب من قبل المقاولات الوطنية بشكل جيد، أن يشكل رافعة لتطوير نشاطها، مؤكدة على أن براءات الاختراع على الخصوص تعد أداة لتقييم الابتكار التكنولوجي. وأضافت أن من بين 170 ألف طلب دولي سنويا على براءات الاختراع المودعة في إطار معاهدة التعاون في هذا المجال، تعود نسبة 5ر0 في المائة إلى القارة الإفريقية وفي مقدمتها كلا من جنوب إفريقيا ومصر والمغرب. وفيما يخص الجانب القانوني المرتبط بالملكية الصناعية، ذكرت السيدة بوستة أن المغرب عرف تطورا واضحا خلال السنوات الأخيرة وذلك من أجل منح المقاولات إطارا مناسبا لحماية نتائج ابتكاراتها، مبرزة أن المغرب، وضع في هذا الإطار، تشريعا يتطابق والمعايير الدولية، مكن من تحديث النظام الوطني لحماية الملكية الصناعية وتبسيط الإجراءات المتعلقة به. وبعد أن أبرزت التعاون الياباني الإفريقي في عدد من المشاريع التنموية بالقارة الإفريقية، استعرضت من جهة أخرى الجهود التي يقوم بها المكتب المغربي لحماية الملكية الصناعية والتجارية بهدف تقريب آليات حماية الملكية الصناعية من حاجيات المهتمين والمستعملين. ومن جهته نوه السيد طوشينوري يناجيا، سفير اليابانبالرباط، بالخطوات الهامة التي قطعها المغرب في مجال حماية الملكية الفكرية، وأبرز التعاون القائم بين الرباط وطوكيو في هذا المجال. وداعيا السفير الياباني، في هذا السياق، البلدان الإفريقية إلى الاستفادة من التجربة اليابانية، مضيفا أن هذه التظاهرة ستمكن من تبادل وجهات النظر والتجارب في ما يتعلق بالملكية الفكرية. من جهته شدد السيد عادل المالكي، مدير المكتب المغربي للملكية التجارية والصناعية، على أهمية التجربة المغربية التي تعتمد إستراتيجية خاصة بالملكية الفكرية من شأنها أن تعود بالنفع على المقاولات الوطنية . وبعد أن أشار إلى الهوة التي تفصل بين البلدان المتقدمة والنامية في مجال طلبات براءات الاختراع، قال إن البلدان الإفريقية مدعوة إلى الاستفادة من التجارب الرائدة في هذا المجال واعتماد إستراتيجية واضحة المعالم. كما استعرض خلال هذا اللقاء، الذي تميز بمشاركة عدد من البلدان الإفريقية والأسيوية، أهم المرحل التي قطعها المغرب للنهوض بهذا الجانب، داعيا في الوقت ذاته إلى الاستفادة من التجربة المغربية في مجال حماية الملكية الفكرية. بشار إلى أن هذه الندوة ستعرف تنظيم مجموعة من الورشات ستناقش سلسة من المواضيع تهم بالأساس استعمال براءات الاختراع وفرص التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحث والصناعة.