نوهت كولومبيا،اليوم الاثنين، بالإرادة السياسية للمغرب لإيجاد حل توافقي لقضية الصحراء يقوم على الواقعية. وأكد بيان مشترك مغربي كولومبي صدر بالرباط، عقب ندوة صحفية مشتركة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري والوزير الكولومبي للعلاقات الخارجية السيد خايمي برموديز ميريزالد، أن كولومبيا تلقت "بشكل إيجابي الإرادة السياسية للمغرب للعمل على إيجاد حل توافقي لقضية الصحراء يقوم على الواقعية". وجدد الوزير الكولومبي التأكيد، حسب البيان، على "دعم بلاده للجهود المبذولة في إطار الاممالمتحدة وتحت إشراف الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي، للتوصل إلى حل سياسي نهائي يحظى بقبول كافة الاطراف" في هذه القضية. وكان السيد برموديز ميريزالد، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب إلى غاية 27 أبريل الجاري، أجرى قبل ذلك مباحثات مع السيد الطيب الفاسي الفهري الذي نقل له "رسالة صداقة وتقدير وإعجاب من الحكومة الكولومبية بالجهود المبذولة من قبل المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل السلم والتضامن الدوليين". كما أشاد بالجهود التي تبذلها المملكة في مختلف القطاعات، وثمن عاليا مبادرات جلالة الملك في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومن جانبه، جدد السيد الفاسي الفهري، يضيف البيان، التأكيد على "دعم الحكومة المغربية للجهود التي تقوم بها حكومة الرئيس ألفارو أوريبي فيليز في مجالات الأمن والديمقراطية والإدماج الاجتماعي وتحفيز المستثمرين". وأشاد الوزير أيضا بالمبادرات التي اتخذتها الحكومة الكولومبية في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، فضلا عن البحث عن حل متفاوض بشأنه من أجل سلام تام ودائم في كولومبيا. وتطرق الوزيران خلال اللقاء الذي جمعهما، حسب البيان، إلى مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك الواردة في الأجندة الثنائية والدولية والمتعددة الأطراف. وفي مجال التعاون الثنائي، أعرب كل من السيد الفاسي الفهري والسيد برموديز ميريزالد عن ارتياحهما "لوجود ترسانة قانونية مهمة تنظم هذا التعاون وأبرزا الآفاق الإيجابية المتاحة في مجالات السياحة والصيد البحري والمعادن". وأكدا، من جهة أخرى، على أهمية النهوض بتعاون مثمر في المجالين الاجتماعي والثقافي. وأشار البيان أيضا إلى أن الوزيرين اتفقا، انطلاقا من قناعتهما بضرورة إعطاء دفعة للتعاون الثنائي، على احتضان المغرب للاجتماع الثاني للجنة المختلطة المغربية-الكولومبية خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2011. وانطلاقا من وعيهما بدور القطاع الخاص في إعطاء دفعة لهذا التعاون، دعا الجانبان أوساط رجال الأعمال المغاربة والكولومبيين إلى الانخراط أكثر في هذه الدينامية بالنظر للفرص المتاحة في كلا البلدين. وأكد البيان على التزام الجانبين بالنهوض بالتعاون جنوب-جنوب والعمل على مواصلة وتعزيز الحوار الدائم والبناء القائم في إطار مسلسل أمريكا الجنوبية -أفريقيا، وكذا الحوار القائم على مستوى أمريكا الجنوبية والبلدان العربية. وأشاد الوزيران بالتعاون الذي ميز عمل كل منهما على صعيد هاتين المجموعتين، وأكدا إرادتهما في المساهمة بفعالية في تتبع نتائجهما. وأضاف البيان أن الجانبين تبادلا ايضا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأعربا عن ارتياحهما لتطابق وجهات نظرهما حول مجموع القضايا الدولية، وقررا تعزيز تعاونهما في هذا الشأن. على صعيد آخر، "شدد الجانبان على ضرورة تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة قادرة على ممارسة حقها في العيش في وئام مع جيرانها وفقا لمبادئ القانون الدولي ودعم المجتمع الدولي". وكان السيد خايمي بيرموديز ميريزالد، الذي يزور المغرب بدعوة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، قد استقبل من طرف رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله. كما أجرى محادثات مع وزير الدولة السيد محمد اليازغي ووزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز، ووزير السياحة والصناعة التقليدية السيد ياسر زناكي. وكان رئيس الدبلوماسية الكولومبية قد أجرى في الدارالبيضاء، محادثات مع مسؤولين من الإتحاد العام لمقاولات المغرب حول فرص الأعمال المتاحة في كولومبيا، كما اجتمع مع المدير العام للمغرب-تصدير (المركز المغربي لإنعاش الصادرات) السيد سعد الدين بنعبد الله. وخلص البيان إلى أن "الوزير الكولومبي للعلاقات الخارجية عبر عن امتنانه لمبادرات المودة والصداقة والتقدير الصادرة عن الحكومة المغربية، خلال زيارته للمغرب، والتي تعكس الصداقة المتينة والتاريخية بين البلدين".