احتضنت الخزانة الصبيحية بسلا، مساء اليوم الجمعة، لقاء حول موضوع "تحديات المدن العتيقة في المغرب .. سلا نموذجا"، بمبادرة من جمعية "سلا المستقبل"، وذلك على هامش "مهرجان سلوان" في دورته الثانية. ويهدف هذا اللقاء إلى فتح حوار جاد ومسؤول حول المدن العتيقة والسبل الكفيلة برد الاعتبار لها باعتبارها تراثا يشهد على عظمة المدينة وتاريخها الذي ينبغي حمايته وصيانته وكونها النواة الأولى للحواضر. وقدم الأستاذ محمد فتحة نبذة عن تاريخ مدينة سلا والمحطات الكبرى بالمدينة، كما عرف ببعض المآثر العمرانية التي تميز المدينة التي أسس نواتها الأولى بنو العشرة في القرن الحادي عشر الميلادي وذلك بإقامة قصر في الضفة اليمنى للمدينة، مستعرضا المراحل التاريخية التي قطعها تشييد المدينة. وأوضح المؤرخ أن المدينة بدأت تتوسع من خلال ظهور أحياء كبرى كالبليدة ومسجد الشهباء والمسجد الأعظم سنة 1196 ودار الصناعة (1265) والمدرسة العجيبة وسور الأقواس الحامل لقنوات الماء المجلوبة من عين بركة، غير أن اكتمال الشكل العمراني للمدينة، يضيف المؤرخ، كان مع بداية القرن ال`19 بحيث تم تشييد بابي شعفة وسبتة والملاح الجديد. وتتجلى المعالم التاريخية الكبرى لمدينة سلا في سورها العظيم الذي يمتد على طول 4 كلم و300 متر ويعد من أجمل الأسوار بالمغرب تخترقه أبواب، كباب لمريسة الذي كان يحيط بمجمع صناعي لصناعة السفن ودار الصناعة وبرج الدموع أو السقالة القديمة أو برج القايد. من جانبه، أوضح السيد عبد الإله برادة عن اللجنة المكلفة بتتبع إعادة تهيئة المدينة العتيقة أن المدن العتيقة تعرف نوعا من التدهور والتلاشي جراء عمليات الهدم التي تلحقها لتحل محلها منازل عصرية مما بدأت معه المدن العتيقة تفقد قيمتها العمرانية وجماليتها، مضيفا أن اللجنة عمدت منذ سنة 2007 إلى إبرام ثلاث اتفاقيات من إيجاد حلول كفيلة بإنقاذ المدينة العتيقة لسلا بحيث تم وضع برنامج يروم ترميم أسوار المدينة وإعادة صيانة الفنادق المتواجدة داخل أسوارها وترحيل الساكنة التي توجد في منازل آيلة للسقوط. وأبرز أن الاتفاقيات المبرمة مع وزارة الداخلية والسياحة ووزارة الثقافة وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية ومجلس جهة الرباط-سلا-زمور-زعير ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق ومجلس عمالة سلا تروم أيضا النهوض بقطاع السياحة الداخلية ورد الاعتبار للصناعة التقليدية التي تتميز بها مدينة سلا. وأجمعت باقي المداخلات على ضرورة حماية المدن العتيقة من التدهور نظرا لقيمتها التاريخية والعمرانية.