أكد الخبير الدولي في مجال البيئة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "أورث داي نيتوورك" السيد جيرار طوريس، اليوم الجمعة بالرباط، أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في مجال البيئة، واتخذ قرارات استراتيجية جعلته أحد البلدان الرائدة على الصعيد العالمي في هذا المجال. وشدد السيد طوريس، خلال ندوة في موضوع "أية حكامة لحماية البيئة?"، نظمت بمقر حزب البيئة والتنمية المستدامة بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين ليوم الأرض، على أن المغرب تمكن من التوفيق بين ضرورة الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية، معتبرا أن القرب الجغرافي للمملكة من أوربا من شأنه تيسير تبادل التجارب بينها وبين وشركائها في ميدان البيئة. وأوضح أستاذ القانون بجامعة تكساس أن اختيار العاصمة الرباط إلى جانب خمس عواصم عالمية أخرى لاحتضان احتفالات يوم الأرض استند إلى معيار أساسي يتمثل في تحقيق هذه المدن للريادة في المجال، وكذا تقديرا للالتزام الذي أبدته في مجال المحافظة على البيئة. وأضاف أن إسناد احتضان جانب من هذه الاحتفالات لمدينة الرباط أملته أيضا السياسة المعتمدة في مجال النقل الحضري بالعاصمة من خلال مشروع الترامواي، وهو المشروع الذي وصفه ب"الهام جدا". كما أن اختيار الرباط كأول مدينة عربية وإفريقية تحظى بهذا الشرف، يضيف الخبير الدولي، جاء اعتبارا لحجم المجال الأخضر بمعدل المتر المكعب لكل فرد، وهو معدل مرتفع بالمدينة قياسا مع مدن عالمية أخرى، إلى جانب البحوث العملية المنجزة في جامعات العاصمة. وشدد، من جهة أخرى، على ضرورة التعاون وتنسيق الجهود بين البلدان المتقدمة والنامية لتثمين الثروات وتمويل مشاريع الطاقات البديلة، وكذا على أهمية انخراط المجتمع المدني في القضايا التي تهم البيئة. من جهتها، قالت السيدة ماري بيكو، منسقة برنامج المغرب بمؤسسة "أورث داي نيتوورك"، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن المؤسسة عملت على تنسيق الأنشطة المبرمجة في إطار احتفالات يوم الأرض مع الحكومة المغربية، مضيفة أن عمل المنظمة بالمغرب ينصب أيضا على جانب التربية وتنمية الحس البيئي، فضلا عن أنشطة مستقبلية مع الجمعيات والمدارس الخضراء لخلق وعي جماعي بهذه القضية الحيوية. وقد تم على هامش هذه الندوة توقيع اتفاقية شراكة بين جمعيتي "بيئتي" و"أخيام" حول حماية البيئة والنهوض بالظروف الاجتماعية والاقتصادية لساكنة جماعتي إملشيل وبوزمو من خلال خلق موارد بديلة للطاقة.