24 أبريل الجاري)، مناسبة لتأكيد عزم المغرب على رفع رهان عالمي، يتمثل في حماية البيئة وتعبئة المجتمع المغربي برمته، بغية ترسيخ التنمية المستدامة في ذاكرة الساكنة. وفي هذا السياق أوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء، أثناء استقبال سموها في مارس المنصرم، من طرف كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون، أن الحماية والحفاظ على البيئة، يمثل حجر الأساس في السياسات والاستراتيجيات التنموية التي تنتهجها المملكة. + المغرب.. رائد في مجال التدبير البيئي + وكتبت المجلة الأمريكية "ذي واشنطن ديبلومات" مؤخرا، أن جمعية شبكة يوم الأرض "أوورث داي نيتوورك"، أرادت، من خلال اختيار الرباط كمدينة أولى ضمن احتفالية الذكرى الأربعين ليوم الأرض والبيئة، تكريس المغرب كبلد "ينير الطريق" في المجال البيئي، تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكدت السيدة كاتلين روجيرس، رئيسة شبكة "أوورث داي نيتوورك"، أن المغرب يعتبر بلدا رائدا في مجال التدبير البيئي على مستوى مجموع المنطقة الإفريقية والشرق الأوسط. وقالت إن إطلاق المغرب للميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، يشكل الالتزام الأول من نوعه في كل من إفريقيا والعالم العربي. وأشارت إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس "يشرف شخصيا على إعداد الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة الذي كان موضوع مسلسل مشاورات على الصعيد الوطني، والذي سيشكل إطارا عاما لكافة التشريعات البيئية". وأبرزت رئيسة شبكة شبكة "أوورث داي نيتوورك" أنه من خلال إطلاق الحملة الوطنية للتحسيس بحماية والحفاظ على البيئة، يؤكد جلالة الملك التزامه الشخصي بمسألة حماية البيئة. ومن جهته أوضح القس الأمريكي جيسي جاكسون، أن المغرب، الذي أقدم على خطوة جريئة على مسار أخلاقي صحيح، أظهر أنه يعد رائدا عالميا في المجال البيئي. ورحبت مسؤولة الوكالة الأمريكية لحماية البيئة، السيدة ليزا جاكسون، بالتزام المملكة في مجال تطوير الطاقات المتجددة وكذا عزمها على بلورة اقتصاد أخضر. + الرباط.. مدينة رائدة في مجال حماية البيئة + وأشارت صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء في واشنطن، خلال حفل عشاء أقامه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة تقديم الذكرى الأربعين ليوم الأرض، أن "الرباط العريقة، التي ظلت عاصمة للمملكة لما يقرب عن قرن من الزمان، تعد منارة شامخة يمتزج فيها عبق التاريخ بزخم الثقافة"، وخير شاهد على ذلك ما تزخر به من مآثر تاريخية ومقومات ثقافية". وتابعت سموها أنه إذا كان تاريخها العريق مبعث فخر واعتزاز لها، فإن حاضرة الرباط التليدة لتصبو وترنو بكل عزم وتصميم نحو المستقبل حيث أمكن لها أن تزاوج بين انفتاحها على الحداثة ورغبتها في تأكيد حضورها على الساحة الدولية وحرصها على صون تقاليدها والحفاظ على طابعها المميز كمدينة خضراء. وتمتلك الرباط، التي تتوفر حاليا على 230 هكتارا من المساحات الخضراء علاوة على حزامها الأخضر (غابة المعمورة)، التي تمتد على مساحة 1063 هكتارا، جميع المعطيات الضرورية الكفيلة بجعلها عاصمة إيكولوجية وبيئية. ومن جهته أعلن عمدة مدينة الرباط، السيد فتح الله ولعلو في واشنطن، خلال ندوة صحفية بالنادي الوطني للصحافة بمناسبة الإعلان عن الاحتفال بيوم الأرض في المغرب، أنه إلى جانب كونها حاضرة خضراء تحيط بها حدائق ومناطق خضراء، فإن الرباط هي أحد المدن الرائدة داخل المملكة في مجال حماية البيئة. وبمناسبة الاحتفال بيوم الأرض، تعتزم العاصمة المغربية إعطاء المثال على الصعيد العالمي، وذلك من خلال تدشين عشرة مشاريع ذات أهمية كبرى تستهدف حماية البيئة في المملكة. ومن بين المشاريع التي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقتها، تعميم التعليم البيئي ضمن المناهج الدراسية وكذا إحداث مرصد وطني للبيئة والتنمية القروية. كما سيتم إطلاق أوراش أخرى تهم معالجة النفايات بمدينة المحمدية (غربا)، وبنسليمان (الوسط)، والحفاظ على المنظومة الإيكولوجية بخليجي مارتيل (البحر الأبيض المتوسط) وأكادير (الجنوب الغربي)، وتنظيم حملة لإنهاء استعمال الأكياس البلاستيكية، وكذا إجراءات تتوخى محاربة التصحر في الجهات الجنوبية للمملكة. + يوم الأرض : حصيلة حافلة بالإجراءات + ويشكل يوم الأرض كذلك مناسبة لتحفيز وتثمين العمل الإيجابي اتجاه البيئة وإنجاز حصيلة حافلة بالإجراءات. ويعد المغرب كذلك من بين أول بلدان جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط وإفرقيا، التي تتوفر على مشاريع بيئية متقدمة تستجيب للمعايير الدولية. وهكذا تم العمل على بلورة استراتيجيات قطاعية على المدى البعيد، من أجل تنمية القطاعات الحساسة، في احترام كامل لمبادئ التنمية المستدامة. وتميزت المملكة كذلك عبر تبني سياسة جريئة للحفاظ على الموارد المائية والطبيعية وتطوير الطاقات المتجددة، وكذا من خلال إقرار الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، الذي سيجعل من المغرب مرجعية في المجال الإيكولوجي والتنمية المستدامة. كما تم إطلاق العديد من المبادرات في مجالات متعددة مرتبطة بالبيئة، والتي تظهر انخراط الجميع في هذه القضية الوطنية. وعلى هذا الأساس تم إطلاق عملية للتشجير بغابة المعمورة (سلاالجديدة)، وغرس مائة شجرة على مستوى حي تابريكت بمدينة سلا، بينما تم مؤخرا إعلان شفشاون كمدينة إيكولوجية، كما تم تنظيم قافلة للتنوع البيولوجي في الرشيدية، وتنظيم تظاهرات ذات صبغة بيئية في إفران، في حين أطلقت "فيوليا أونفيرونمان ماروك" برنامجا بيداغوجيا تم تسميته ب`"لي كلاس إيكولو". وستعيش المملكة من 17 إلى 24 أبريل الجاري، حدثا مميزا ينقسم إلى ثلاث مواعيد محورية، أولها أيام المشاركة أو "سيرفيس دايز"، يومي السبت 17 والأحد 18 أبريل، ثم يوم المشاركة أو "آكشن داي" يوم 22 أبريل، ليتم اختتام هذا الحدث بيوم الاحتفال أو "سيليبريشن داي" وذلك يوم 24 أبريل. ويدعو الاحتفال بيوم الأرض، الذي يجسد لحظة مميزة للتآزر، إلى تعبئة المواطنين والسلطات العمومية والمقاولات والمجتمع المدني، من خلال إظهار أن مجموع أعمالهم من شأنها خلق وعي عام كفيل بتغيير السلوكات. وأصبح يوم الأرض، الذي رأى النور في الولاياتالمتحدة الأمركية سنة 1970، خلال أربعين سنة، رافعة أساسية للرهانات البيئية العالمية والحدث الإيكولوجي الأكثر احتفالا به في العالم.