لليوم الخامس على التوالي يستمر الرماد البركاني الناتج عن ثوران بركان ايسلندا بمحاصرة القارة الاوروبية جواً، وتعطيل حركة المطارات وشل حياة المسافرين الذين ينتظرون، ما أصبح يهدد عددا كبيرا من شركات الطيران بالإفلاس. ورغم إعلان الحكومة الإسلندية أن قوة ثوران البركان بدأت تتراجع، فإن جيولوجيا كبيرا حذر من احتمال حصول انفجارات جديدة داخل البركان قد تجعله يستأنف نشاطه بقوة. في وقت استبعد خبير في مصلحة الأرصاد الجوية البريطانية اتجاه سحابة الرماد إلى منطقة الشرق الاوسط، مشيراً إلى أن اتجاهها المرجح هو صوب شرق اوروبا وروسيا، مستبعداً في الوقت عينه حصول تقدم ملموس في الوضع في الاجواء البريطانية يشير إلى امكانية استئناف الطيران. وأصيبت حركة النقل الجوي في أنحاء أغلب أجزاء أوروبا بالشلل أمس أيضاً، لكن رحلات جوية تجريبية قامت بها هولندا والمانيا وفرنسا دون أن تحدث خسائر ظاهرة أوجدت أملا فيما يبدو. وقالت الخطوط الجوية الهولندية إن رحلة تجريبية قامت بها السبت كشفت عن عدم حدوث تلفيات للمحرك أو مشكلات أخرى من الرماد البركاني، وانها ستقوم بتسع رحلات تجريبية أخرى. كما أعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية أن رحلاتها التجريبية لم تكشف عن وجود مشكلات. في حين أن شركات إيطالية وفرنسية أعلنت أنها ستقوم بتسيير رحلات دون ركاب اليوم لتقييم الظروف. وقالت متحدثة باسم «كيه.ال.ام»: لم نجد أي شيء غير معتاد أو اضطرابات مما يشير إلى أن الغلاف الجوي نظيف وآمن للطيران، وشاركت في التجربة طائرة من طراز 800-737 حلقت على ارتفاع 41 ألف قدم (13 كيلومتراً)، وهو الارتفاع الأقصى للطائرات. وغادرت الطائرة من مطار دوسلدروف في ألمانيا ولم يكن على متنها أي مسافر سوى 20 من أفراد الطاقم الأقوياء. وأكد الرئيس التنفيذي للناقل الجوي الهولندي إن نجاح الرحلة لا يعني استئناف حركة الملاحة الجوية، منوهاً: هذه مجرد رحلات تجريبية. فيما ابقت الشركة على تعليق جميع رحلاتها. من جانبها، أعلنت هيئة الطيران المدني في إيطاليا أنها سمحت بالقيام برحلة تجريبية. وحظرت الرحلات الجوية في أجواء شمال إيطاليا أمس حتى فجر اليوم. وفي سياق متصل، يجري الالتزام بشكل صارم بقيود فرضت على الرحلات الجوية في أغلب مناطق أوروبا، وأغلق الكثير من الدول مجالاتها الجوية حتى وقت متأخر من اليوم أو غد، مما جعل عشرات الآلاف من الركاب تتقطع بهم السبل في أنحاء العالم. وقال خبراء في الأرصاد الجوية إن الحالة الحالية للرياح تعني أنه من غير المرجح أن تنتقل السحابة الى مكان أبعد حتى وقت لاحق من الأسبوع. وأضافوا أن سحابة الرماد التي تتحرك في الغلاف الجوي العلوي قادمة من ايسلندا ربما تصبح أكثر تركيزا في يومي الثلاثاء والأربعاء. وقال مسؤولون في قطاع الطيران في بريطانيا إن المجال الجوي للبلاد سيظل مغلقا أمام الرحلات الجوية حتى صباح اليوم مع احتمال التمديد، وقالت وكالة خدمات حركة الطيران الجوي القومية (ناتس) إنها ستواصل مراجعة معلومات الطقس وستصدر تحديثا للمعلومات.