في تقرير نشرته مجلة "تايم" الأمريكية يتساءل أرين بيكر ما الذي يمكن أن تواجهه المرأة الأفغانية، لو أن المصالحة تمت مع حركة طالبان، وباتت هذه الأخيرة جزءا من المشهد السياسي؟ ويسرد بيكر ما تعرضت له إحدى الفتيات الأفغانيات على أيدي حركة طالبان من قبل، إذ اقتحمت عناصر حركة طالبان منزل فتاة تدعى عائشة وتبلغ من العمر 18 عاماً قبل منتصف الليل لاعتقالها بتهمة الهروب من منزل زوجها. وعندما مثلت عائشة أمام المحكمة، بررت هروبها من منزل زوجها بأن أهله كانوا يعاملونها مثل العبيد، وأنهم كانوا ينهالون عليها بالضرب المبرح من آن لآخر، مضيفةً أن لولا هروبها للفظت أنفاسها منذ وقت طويل لكن رغم تبريرات عائشة ومحاولاتها الصادقة للدفاع عن نفسها، بدا القاضي، وهو زعيم محلي لحركة طالبان، غير مبالٍ ولم تتحرك مشاعره طرفة عين. وبينما تقف عائشة على منصة الاعتراف، تهجَّم عليها زوجها وما أن جذبها بعيداً عن شقيقها الذي حاول حمايتها حتى أخرج سكيناً وشرَّح أذنيها وأنفها.هذا الحادث الذي تقشعر له الأبدان وقع العام الماضي، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، أي منذ تولي طالبان الحكم في أفغانستان. وتمكث عائشة حالياً في ملجأ سري للنساء في كابول، ويخفق قلبها خوفاً كلما تسمع حديث المحطات الإخبارية عن دراسة الحكومة الأفغانية نوع من التسوية السياسية مع طالبان. وحينما وقعت تلك الأنباء المفجعة لأول وهلة على أذني عائشة، قالت لامسةً وجهها المشوه "هؤلاء الأُناس هم من فعلوا بي ذلك. كيف يتصالحون معهم".وشكل الرئيس الأفغاني حامد قرضاي في يونيو الماضي مجلساً للسلام وكلفه ببحث سبل التفاوض مع طالبان.من جهتها تقول النائبة فوزية كوفي "لا يجب التضحية بحقوق المرأة في سبيل تحقيق السلام". لكن يبدو أن ذلك ما ترمي إليه المفاوضات، على حد قول المراسل. فحركة طالبان متحمسة لتأسيس دولة أفغانية بما يتماشى مع وجهات نظرها المحافظة، ولاسيما بشأن حقوق المرأة. وبالفعل ثمة قبول متزايد على فكرة تقديم بعض التنازلات لطالبان من أجل تحقيق مصالحة حقيقية.ويلفت المراسل في تقريره إلى نقطة هامة لوحظت من قِبَل فريق حقوق الإنسان، ألا وهي سير الزوجة خلف زوجها في الشارع، الأمر الذي علقت عليه اللاجئة الأفغانية مزهده جمال زاده في برنامجها التليفزيوني بالقول: "قد يستغرق الأمر حوالي عشر أو خمسة عشر عاماً حتى يتسنى للمرأة الأفغانية السير جنباً إلى جنب مع الرجل. وبمجرد أن يتحقق ذلك، ستعم الفائدة على كل الأفغان".