لسنا هنا بصدد اتهام المغربيات اللواتي يشكلن نصف المجتمع المغربي، لكن الضجة التي أحدثها فلم الرسوم المتحركة الثلاثية الأبعاد " بو قتادة وبونبيل " والمسلسل المصري" العار"تستحق منا وقفة لمراجعة الذات والنقد الذاتي من أجل تحصين أنفسنا من ممارسات شائنة أصبحت سائدة في عصر الانفتاح والدفاع عن المرأة وحقوقها إلى الحد الذي أصبحت تهدر فيه كرامة المغاربة أجمعين أمام وكالة " ويسترن يونيون " بسبب تصرفات ناقصة لا علاقة لها بالعقل أو المنطق أو رؤية المغاربة للمرأة . إن الذي جعل إخواننا المشارقة ينظرون إلى المرأة المغربية نظرة مبتذلة هي الانطباع الذي يتكون لديهم من خلال الحديث مباشرة معهن ودون وسائط تذكر في مواقع الدردشة المكتوبة ثم الانتقال بعد ذلك إلى برامج المحادثة الفورية كبرنامج "msn "، ويعلم القاصي والداني أن عددا هائلا من التلميذات والطالبات والموظفات والعاطلات بل وحتى بعض ربات البيوت يترددن على هذه المواقع إلى حد الهوس والكثيرات منهن بمجرد الحديث والأخذ والرد في الكلام يقدمن أرقام هواتفهن ويقبلن بضرب موعد مع مجهول لا يعلمن عنه سوى تلك الحفنة من الأكاذيب التي تتداول أثناء ذلك النقاش السخيف في مواقع الدردشة، بل إن بعض المشبوهات " وبدون تعميم " يقبلن بفتح الكمرا والتحدث باللهجة الخليجية إلى حد الإتقان، بل إن بعضهن يقبلن بعمولات يتلقينها من وكالة " وسترن يونيون " مقابل خدمات معلومة للمهووسات بالدردشة القدرة على ذكر تفاصيلها، بل أعتقد جازما بضرورة فرض رقابة من نوع ما على وكالات تحويل الأموال التي أصبحت محجا بالإضافة الى المغربيات اللواتي لا يمثلن بتصرفاتهن المستهجنة النساء الشريفات ، أصبحت تلك الوكالات غرضا لبعض مبرمجي المواقع الرخيصة من الذين يسجلون فيديو لضحايا الدردشة من النساء ووضعها في الموقع للاستفادة من عائدات " google adsence " ، وبمجرد كتابة عبارات معينة في محرك البحث غوغل ستظهر عشرات المواقع التي تحمل فيديوهات لمغربيات استسلموا للغريزة و أزالوا عنهن لباس الحشمة وأبدين زينتهن لكل راغب . ومما أكد الصورة النمطية عن المرأة المغربية لدى المشارقة هي تلك المشاركات التلفزية البائسة لعدد من المغربيات والتي لا تجد استهجانا جماهيريا كما هو الحال اليوم حين مرغت السمعة في الوحل . فبرنامج مثل ستار أكاديمي شاركت فيه مغربية تدعى " أسماء بسيط " لا يتجوز عمرها 16 سنة ، ويقال إن سنها 14 سنة تعرضت للتحرش الجنسي أمام الملايين من المشاهدين، ورغم حملات الإدانة والاحتجاج على تلك الصورة التي ظهرت بها مراهقة مغربية أمام شرذمة من " الفحول " المشرقية واللبنانية فلا أحد تحرك حينها لإيقاف ذلك العبث السخيف المسيء لسمعة المغربيات والمغاربة، خاصة أن هذه الصغيرة كانت مدعومة من والديها . وفي قضية أخرى ظهرت الممثلة " سناء عكرود " المشهورة ب " الذويبة " في فلم مع الممثل المصري محمود حميدة، ولا أخال تلك الصورة التي ظهرت بها مع الممثل السيء الذكر ترضي أي مسلم بمن فيهم المصريين أنفسهم، حيث ظهرت سناء عكرود عارية الصدر تشارك السرير مع محمود حميدة ويتبادلان قبلات ساخنة ربما قد تحجم عن منحها لزوجها، فأي رؤية ستتشكل عن المغربيات ومثل هذه الفضائح لا تجد التنديد الشديد الذي وجده فلم " بوقتادة وبونبيل "، أين كان حينها وزير الاتصال الذي يزعم الغيرة على الشرف ، أم أن سمعة ابنه الذي انهال بالصفع على وجه أحدهم أمام البرلمان أفضل من الحديث عن كرامة نساء هذا الشعب، لماذا لا تتحرك الحكومة لكبح جماح البغاء والشذوذ وتقديم صورة أفضل من تلك الصورة التي مررتها لجلب العشرة ملايين سائح على حساب شرف المغاربة ؟ ما الذي فعلته الحكومة لمراقبة الفنادق والفيلات التي يصور بعضها أفلاما إباحية بأقل تسعيرة ؟ من المسؤول عن هذا العبث واللامبالاة تجاه كرامة نساءنا ، وأخيرا تحية تقدير للمرأة المغربية الشريفة المكافحة التي تفضل بيع الخضر والنعناع على أن تبيع لحم جسدها بثمن بخس دراهم معدودة .