أعلنت الشرطة الألمانية أن ما لا يقل عن 19 شخصا لقوا حتفهم، في حين أصيب أكثر من 400 شخص آخرين السبت، في تدافع عبر أحد الأنفاق المؤدية لمهرجان "استعراض الحب" لموسيقى "التكنو" الخاصة بالأجهزة والآلآت الموسيقية الإلكترونية بمدينة ديوسبورج الألمانية. وأفادت وسائل إعلام محلية أن التدافع وقع بعد فترة قصيرة من الخامسة مساء بالتوقيت المحلي السبت، بينما كانت تجري الاستعدادات للعرض الأخير من فعاليات المهرجان الذي يحضره 1.4 مليون شخص.وأكد مسؤولو الشرطة في مؤتمر صحفي في ديوسبورج أن 16 شخصا لقوا حتفهم في موقع الحادث بسبب الذعر، في حين لقي مزيد من الضحايا حتفهم في وقت لاحق بالمستشفى.وتردد أنه تم إغلاق المنصة الرئيسية وقت وقوع الحادث بسبب الأعداد الكبيرة التى كانت متواجدة في الداخل.ورفعت الشرطة في وقت مبكر من يوم الأحد من أعداد المصابين إلى 400 شخص، ولم يقدم المتحدث باسم الشرطة تفاصيل بشأن مدى خطورة الإصابات.ولم يتضح بعد سبب الحادث، على الرغم من أن شهود عيان أشاروا إلى أن الشرطة أبلغت بتزايد الحشود بشكل ينذر بالخطورة داخل النفق وقبل فترة قصيرة من التدافع القاتل.وكشف أحد شهود العيان -وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاما- لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) وأحد مرتادي مهرجان "استعراض الحب"، أنه صدرت تحذيرات للشرطة حول وجود حشود كبيرة للأشخاص في النفق قبل حدوث التدافع المميت بنحو ثلاثين دقيقة على الأقل.وقال "كنا واقفين في منتصف (الحشد)، بدأ المزيد والمزيد من الأشخاص في الظهور محاولة الوصول إلى مكان الحفل".وأضاف "كنا تقريبا داخل النفق، كنا واقفين عند المدخل، لكن (الحشد) توقف ولم يتحرك للأمام.. عدنا عبر النفق وكنت أنا وصديقتي نتنفس بالكاد.. اضطررنا لاستخدام مرفقينا للمرور من بين الحشود.. أبلغنا الشرطة بأنه قريبا ستكون هناك حالة هلع جماعي".وأظهرت لقطات مصورة من التدافع أشخاصا يقفزون أعلى الأسوار والجدران الأسمنتية هربا من النفق الذي احتشد بالأشخاص عن آخره.وأعلن متحدث باسم سلطات مدينة ديوسبورج غربي ألمانيا عن استمرار فعاليات المهرجان رغم حادث التدافع الجماهيري، وعزا المتحدث هذه الخطوة إلى "دواعي أمنية" لتفادي إمكانية وقوع ذعر بين الجماهير في حال خروجهم من المهرجان بشكل جماعي الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى وقوع حادث آخر.وقال دكتور موتيه -وهو متخصص في أجهزة ال"دي جيه"، ومؤسس احتفال "استعراض الحب"، الذي انتشر في عدد من المدن حول العالم- إن منظمي الحفل في ديوسبورج يتحملون المسؤولية عن هذا التدافع.وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن هناك مخرجا واحدا فقط للنفق متاح لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يرغبون في الوصول إلى المنصة الرئيسية للحفل.وقال دكتور موتيه "لقد ارتكبوا خطأ إداريا فادحا.. كيف يمكن لهم ترك الأشخاص يمرون عبر نفق واحد فقط لمكان الاحتفال.. إنها فضيحة".وأعربت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن حزنها وصدمتها إزاء الحادث، وقالت المستشارة "في هذه الأوقات الصعبة أقدم التعازي لأقارب الضحايا"، ولم يتم الإعلان عن هويات وجنيسيات القتلى حتى الآن.وظهر مهرجان "استعراض الحب"، أحد أكبر احتفالات الموسيقى التكنو في العالم، في برلين عام 1989 كاستعراض للسلام قبل فترة قصيرة من سقوط جدار برلين.وقال الرئيس الألماني كريستيان فولف "إن مثل هذه الكارثة التي تتسبب في سقوط ضحايا ومعاناة وألم خلال مهرجان سلمي لشباب مبتهج أمر مروع"، ودعا الرئيس إلى تحقيق شامل وفوري في الحادث.ويأتي هذا الحادث بعد نحو عام على حادث مماثل، شهدته مدينة مرسيليا الفرنسية، عندما انهار مسرح تم إعداده لحفل مغنية البوب الأمريكية مادونا، مما أسفر عن سقوط قتيلين، أحدهما فرنسي والآخر بريطاني، بالإضافة إلى إصابة 6 آخرين.وقال ديفيد جودين، المتحدث باسم إدارة الإطفاء في المدينة الواقعة على الساحل الجنوبي لفرنسا آنذاك "في هذه اللحظة، لا نعرف بالتحديد كيف حدث ذلك، ولكننا واثقون من أنه ليس هناك مزيد من الضحايا تحت الحطام".وكان من المقرر أن تقيم مادونا -التي أعربت عن شعورها بحزن عميق لسقوط ضحايا جراء الحادث- حفلتها الغنائية مساء الأحد 19 يوليو/تموز 2009، في إستاد "فيلودروم"، الذي يتسع لنحو 60 ألف شخص.