قتل 19 شخصا على الاقل واصيب 340 اخرون بجروح السبت اثر تدافع خلال "لاف باريد" مهرجان لموسيقى التكنو شارك فيه اكثر من مليون شخص في دويسبورغ (غرب المانيا)، كما اعلنت الشرطة صباح الاحد لوكالة فرانس برس. وكانت حصيلة سابقة اعلنها رئيس بلدية المدينة ليل السبت الاحد اشارت الى سقوط 18 قتيلا واصابة 80 اخرين بجروح. ولم توضح السلطات ما اذا كان هذا الحادث النادر وقوعه في اوروبا اسفر عن ضحايا اجانب، لا سيما وان هذا النوع من المهرجانات يجذب عادة شبانا من كل ارجاء اوروبا. ووقع هذا الحادث حوالى الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش (17,00 بالتوقيت المحلي) في نفق يؤدي الى محطة سابقة للبضائع حيث كان يجري المهرجان الذي شارك فيه 1,4 مليون شخص، بحسب المنظمين. وافاد العديد من شهود العيان ان النفق الذي يزيد طوله عن مئتي متر وعرضه 30 مترا يشكل نقطة العبور الرئيسية للوصول الى مكان المهرجان. وقد ساد الذعر عندما علق الاف الاشخاص داخل النفق. وقالت شابة لصحيفة داي فيلت "كان هناك اناس ممددين على الارض في كل مكان. انه امر مريع". واضافت "ان صديقي رفعني فوق الجثث والا لكنت مت. كيف ساتمكن من نسيان وجوه القتلى تلك؟". وروى اودو ساندوفر لشبكة التلفزة ان تي في "ان بعض الضحايا كانوا مطروحين ارضا فيما تسلق اخرون الجدران". واضاف ان بعض رجال الشرطة والمسعفين حاولوا الدخول الى النفق "الا انه كان مكتظا". واضاف "ظل الناس يحاولون الدخول الى النفق طيلة عشر دقائق ثم تنبهوا لما يجري وتراجعوا". وقال شاب في الثامنة عشرة لصحيفة بيلد "كان من المستحيل" الخروج من النفق، مضيفا "كما لو كان امامي حائط من الناس، اعتقدت اني كنت ساموت". وكانت اسباب التدافع لا تزال مجهولة مساء السبت، الا ان مسؤولا في دويسبورغ وولفغانغ ريب صرح للتلفزيون ان الحادث لم يبدأ في النفق نفسه انما على السلالم المؤدية اليه. وقال ان "15 شخصا لقوا حتفهم عندما تسلقوا الحواجز ووقعوا"، موضحا ان السلطات لم توقف الحفل على الفور خشية التسبب بحالة ذعر جديدة. الا انها فتحت السياج المحيط بالمكان بشكل واسع قبل اعلان خبر الحادث. وظل الاف الاشخاص الذين لم يعلموا بما حصل يرقصون ويستمعون الى الموسيقى بعد الحادث الذي وقع قرابة الساعة 17,15 (15,15 ت غ). وقد اقفلت طريق سريعة محاذية للمكان امام حركة السير طوال النهار لذلك لم يلق رجال الاسعاف صعوبة في الوصول سريعا الى مكان التدافع. واعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن "صدمتها" وتقدمت بالتعازي من اقرباء الضحايا. ومن النادر حصول حالات شبيهة من الذعر في اوروبا وهي عادة ناجمة عن اعمال عنف خلال احداث رياضية. ففي العام 1985 قتل 56 شخصا في برادفورد في بريطانيا عندما ادى حريق خلال مباراة لكرة القدم الى ذعر وسط المتفرجين. وفي العام نفسه، قتل 39 شخصا في استاد هيسل في بروكسل خلال محاولتهم الفرار من مواجهات بين مشجعي فريقي يوفنتوس وليفربول. وقد نشأ مهرجان موسيقى التكنو "لاف باريد" الدولي الشهير في برلين في 1989 بمشاركة 150 شخصا ثم بلغ اوجه في 1999 مع مشاركة 1,5 مليون شخص. وظل المهرجان يقام في برلين حتى 2006 ثم جرى نقله اثر خلاف مع بلدية المدينة وخصوصا بعد ان تضايق سكانها من المحتفلين الذين كان بعضهم تحت تأثير الكحول والمخدرات يتسببون باضرار في الحديقة العامة بوسط العاصمة. والغي الاحتفال عامي 2004 و2005 لنقص التمويل الكافي. كما الغي في 2009 عندما كان مقررا في بوشوم بسبب اشغال في المدينة.