اتهمت مصادر ليبية بعض الجهات الأجنبية، لم تسمها، بتجنيد مرتزقة للقيام بأعمال شغب وعنف وإلصاقها بالسلطات الليبية، نافية أي صلة بين الدولة الليبية وهؤلاء المرتزقة، وقالت «السلطات الليبية هي التي تقبض عليهم فكيف تكون هي التي جندتهم؟ والقنوات الليبية تعرض صورهم في نشراتها»، وأضافت المصادر «هؤلاء لم يدخلوا ليبيا خلال تلك الأحداث، بل إن كلهم من العمالة الأجنبية الموجودة في الأراضي الليبية أساسا وقامت بعض الجهات الأجنبية بتمويلهم ومنحهم أسلحة.. إنها مؤامرة على ليبيا». وقالت المصادر، التي تنتمي لعائلة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من طرابلس، «القائد في منزله بباب العزيزية ومعه عائلته كلها، وبعض أبنائه ينزلون إلى الساحة الخضراء، وكان آخرهم الساعدي، الذي نزل إلى الساحة أول من أمس وسط الناس، كما زار سيف الإسلام مقر إحدى قنوات التلفزيون الليبية، وظهر على كل الشاشات، وما تردد عن مغادرة عائشة القذافي ليبيا أمس، وأن مالطا رفضت استقبالها ثبت عدم صحته. كل عائلة القذافي موجودة في طرابلس ولن نغادر ليبيا، فقد عشنا في خيرها وسنموت في خيرها أيضا». ونفت المصادر ما تردد عن أن الساعدي نجل القذافي قتل أحد وجهاء قبيلة المقارحة في بنغازي، قائلة «هذا كلام لا أساس له من الصحة لأن الساعدي في طرابلس، كما أن قبيلة المقارحة تؤيد القذافي، والدليل أن مدينة سبها معقل المقارحة هادئة، ولا يوجد بها أي أعمال عنف أو مظاهرات». وأشارت المصادر إلى أن مدن الشرق الليبي ما زالت تحت سيطرة ميليشيات مسلحة تنتمي ل«القاعدة»، وقالت «الدولة تعتمد حاليا على شيوخ القبائل لمواجهة هذه الميليشيات التي تهدد السيادة الليبية، وهؤلاء الإسلاميون يهددون المواطنين في الشرق، ومن يعارضهم يكون مصيره القتل الفوري، وأعتقد أن الوضع لو استمر هكذا لن يسكت الغرب، وأعتقد أن إيطاليا لن تسمح بوجود إمارة إسلامية على بعد 100 كيلومتر من حدودها، وأخشى من عودة الاحتلال مرة أخرى، ولكن ما أستطيع تأكيده هو أن العقيد القذافي لن يستخدم القوة بأي حال من الأحوال في الشرق».