خرج مئات من أنصار الزعيم الليبي معمر القذافي في العاصمة الليبية اليوم الخميس، للتصدي لدعوات على الانترنت بالخروج في مظاهرات "يوم غضب" مناهضة للحكومة التي تستلهم انتفاضتي مصر وتونس. وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ان السلطات الليبية ألقت القبض على 14 ناشطا وكاتبا ومحتجا كانوا يعدون للاحتجاجات المعارضة للحكومة ،كما وردت تقارير غير مؤكدة عن سقوط قتيلين في مدينة بشرق ليبيا. وروج لهذا الاحتجاج ناشطون مجهولون على المواقع الاجتماعية على الانترنت مثل فيسبوك وتويتر، في بلد تندر فيه المعارضة العلنية لكن خطوط الهاتف انقطعت في بعض أنحاء ليبيا. وتخضع ليبيا لسيطرة القذافي الصارمة منذ أكثر من 40 عاما وبذلك يصبح أقدم حكام القارة الإفريقية، لكن ليبيا شعرت بالهزة التي خلفتها الإطاحة بالرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي، بعد أن حكما بلادهما لسنوات طويلة. وقال مراسل ل "رويترز" ان المؤيدين للقذافي خرجوا الى الميدان الأخضر في العاصمة طرابلس بالقرب من المدينة التاريخية القديمة وهتفوا بشعارات مؤيدة للقذافي والثورة. يذكر أن الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1969 ،أتى بالقذافي الى الحكم باسم الثورة. ولم تظهر أي علامات على خروج احتجاجات معارضة للنظام الليبي. وسارت حركة المرور بشكل طبيعي في شارع عمر المختار وهو الشارع الرئيس في العاصمة فيما فتحت البنوك والمحال التجارية أبوابها ولم تلحظ أي زيادة في الوجود الأمني. وقالت قناة "الجزيرة" الاخبارية الفضائية ونشرات على فيسبوك ان شخصين قتلا في الاحتجاجات التي جرت يوم الاربعاء في مدينة البيضا شرقي بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية. لكنها لم تعلن عن مصدر المعلومات ولم يتسن التحقق من هذه الأنباء من مصدر مستقل. ونقل عن القذافي قوله يوم الاربعاء ان "الثوار" سينتصرون لكنه لم يتحدث عن الاضطرابات. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن القذافي قوله ان من وصفهم بالاعداء والدمى في يد الولاياتالمتحدة واسرائيل ،سيسقطون كما تسقط أوراق الشجر في الخريف. كما نقلت بي.بي.سي عن مصدر ليبي رفيع لم تسمه قوله ان ليبيا لن تسمح لمجموعة من الناس بالعمل في الظلام والعبث بأمن البلاد وعلى الرغم من شكوى بعض الليبيين من البطالة وعدم المساواة والقيود على الحريات السياسية الا أن المحللين يقولون ان تكرار النموذج المصري في ليبيا غير محتمل حيث من الممكن ان تستخدم ليبيا عائدات النفط الضخمة في حل أغلب المشكلات الاجتماعية.